نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 111
وقارن مقارنات واسعة بين الأعلام في العربية منذ الجاهلية وبين لهجاتها القديمة من صفوية ونبطية، وأدلى في هذا الصدد بملاحظات جيدة.
وعلى هذا النحو لا يزال علماء الساميات يقارنون مقارنات طريفة بين العربية الجاهلية وما سبقها من لهجات كتبت في نقوش قديمة، كما يقارنون بينها وبين العربية الجنوبية اليمنية وغيرها من أخواتها السامية محاولين استخلاص عناصرها وظواهرها المغرقة في القدم، والتي جدَّت على مر التاريخ. وقد لاحظوا أنها هي والحبشية واللهجات اليمنية القديمة تكثر من جموع التكسير كثرة مفرطة، كما لاحظوا أنها هي والعربية الجنوبية أو اليمنية تتميزان بوجود حرف الظاء فيهما. ومما يميزها أيضًا حرف الضاد، ولهم كلام كثير فيه وفي مخرجه، وتبادله مع الظاء واللام في بعض الكلمات.
2- لهجات عربية قديمة 1
عثر علماء الساميات على نقوش أربع لهجات عربية قديمة، منها ثلاث كتبت بالخط المسند الجنوبي، وهي اللهجة الثمودية واللحيانية والصفوية، وواحدة كتبت بالخط الآرامي، وهي اللهجة النبطية. وقد جاء ذكر ثمود في القرآن الكريم مرارًا، وكانوا ينزلون في مدائن صالح وما حولها، وتمتد عشائرهم غربًا إلى البحر الأحمر وشرقًا إلى جبلي أجا وسلمى، وقد تردد ذكرهم عند الإغريق والرومان وفي كتابات أشورية ترجع إلى القرن الثامن قبل الميلاد. وترجع نقوشهم التي عثر عليها إلى القرون الأخيرة قبل الميلاد والقرون الأولى بعده، وهي تنتشر في كثير من البلاد؛ فهي فضلًا عن وجودها في أماكن إقامتهم وسكناهم؛ نجدها مبثوثة في الطائف وطور سيناء ومصر بوادي الحمامات. وربما كان في ذلك ما يدل على أن أهلها
1 انظر في هذه اللهجات الجزء السابع من تاريخ العرب قبل الإسلام لجواد علي ومقالة ليتمان في العدد الثاني من الجزء العاشر بمجلة كلية الآداب، وكذلك مقالته: "لهجات عربية شمالية قبيل الإسلام" في الجزء الثالث من مجلة مجمع اللغة العربية.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 111