نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 121
العربية شبهًا تامًّا، من مثل: "كن لهو خلفتن وقسد" أي كان له خليفة وقاسد، وكلمة قاسد معناها قائد في اللغة الجنوبية.
فنحن لا نصل إلى العصر الجاهلي الذي نتحدث عنه حتى نجد الفصحى قد تكاملت وتكامل معها خطها، وأخذت تغزو العربية الجنوبية، وتنتصر عليها انتصارات تختلف قربًا وبعدًا؛ فهي في الجهات القريبة منها تكتسحها اكتساحًا، وهي في الجهات البعيدة تؤثر تأثيرًا يختلف قوة وضعفًا. على أنه ينبغي أن نعترف بأن اليمنيين كانوا في نقوشهم يحافظون على لغتهم القديمة المرتبطة بدينهم وآلهتهم، أما في حياتهم اليومية وخاصة في أطرافهم الشمالية فإنهم كانوا يتحدثون بعربيتنا الفصحى.
4- لهجات جاهلية 1
على الرغم من شيوع لغة أدبية عامة في العصر الجاهلي؛ كانت هناك لهجات كثيرة تميزت بها بعض القبائل، وظلت آثارها واضحة على ألسنتها إلى القرن الثاني للهجرة، فسجَّلها اللغويون؛ غير أنهم لم يعنوا غالبًا بنسبة هذه اللهجات إلى أصحابها فقد كانت تهمهم الصحة اللغوية من حيث هي، وكأنهم يريدون التنبيه على ما يخالف اللغة الأدبية العامة التي نزل بلسانها القرآن الكريم. ونحن لا ننكر أنهم نصوا أحيانًا على القبيلة التي تنطق اللهجة الشاذة، ولكنهم لم يعمِّموا ذلك فيما حملوه إلينا بحيث أصبحنا أمام ركام واسع من لهجات لا نستطيع تعيين القبيلة أو القبائل التي كانت تنطق بها إلا في الندرة والحين بعد الحين؛ فمن ذلك الكشكشة والكسكسة، وهما تخصان بكاف المخاطبة شينًا في الوقف، وفي الوصل أحيانًا، فيقولون: رأيتكش وعليكش وبكش وكانت بعض قبائل ربيعة تلحق السين بدل
1 انظر في هذه اللهجات كتاب المزهر للسيوطي في مواضع متفرقة وكتاب الصاحبي في فقه اللغة لأحمد بن فارس ومقالة ليتمان بمجلة كلية الآداب بجامعة القاهرة، المجلد العاشر، العدد الأول وكتاب Ancient west Arabian لرابين.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 121