نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 123
كانت قبائل هذيل وقيس والأزد والأنصار في يثرب تبدل العين نونًا في مثل أعطى فتقول أنطى، وأغلب الظن أن هذا ليس إبدالًا كما لاحظ ليتمان؛ وإنما هما فعلان مختلفان.
وهناك لهجات نسبها اللغويون إلى القحطانيين ومن ذلك التلتلة في قضاعه ومضر؛ إذ يكسرون الفعل المضارع فيقولون: تِعلمون وتِكتبون وتِنجحون كما نصنع في عاميتنا المصرية. ومن ذلك العجعجة في قضاعة؛ إذ يجعلون الياء المشددة جيمًا، فيقولون تميمج في تميمي، وقال ابن فارس: إن إبدال ياء المتكلم جيمًا وُجد عند بني تميم. وقال الزمخشري إن بني حنظلة التميميين كانوا يبدلون الياء المشددة لصيغة النسبة جيمًا مشددة.
ونسب الرواة إلى قبيلة كلب اليمنية ما سموه الوهم، وهو كسر الهاء في ضمير الغائبين وإن لم يكن قبلها ياء ولا كسرة فيقولون: منهم وعنهم وبينهم. وسمع عن قوم منهم ما سمي بالوكم إذ يكسرون الكاف في ضمير المخاطبين إذا سبقها ياء أو كسرة؛ فيقولون: عليكم وبكم بكسر الكاف فيهما. واشتهرت حمير وأهل اليمن وبعض عشائر طيء بالطمطمانية، وهي إبدال لام التعريف ميمًا، فيقولون في السهم والبر والصيام: أمسهم، وأمبر، وأمصيام، وهذا ليس إبدالًا؛ وإنما هي لهجة يمنية، إذا كانوا يعرِّفون بالألف والميم، ولا تزال لذلك بقية في عاميتنا المصرية؛ إذ نقول بدلًا من البارحة إمبارح وأول إمبارح. ومما ينسب إلى بعض القبائل اليمنية الشنشنة؛ إذ يجعلون كاف الخطاب شينًا مطلقًا، فيقولون بدلًا من لبيك اللهم لبيك لبيش اللهم لبيش، وهم في ذلك يلتقون بأصحاب الكشكشة في بعض وجوهها من المضريين. وينسب إلى بعض الحميريين أنهم كانوا يجعلون السين تاء في بعض الكلمات فيقولون: النات بدل الناس. ويستشهد اللغويون على ذلك بقول علباء بن أرقم:
يا قبح الله بني السعلات ... عمرو بن يربوع شرار الناتِ
ليسوا أعفاء ولا أكياتِ.
وواضح أنه استعمل النات بدل الناس والأكياس. على أن هذا الشاعر ليس حميريًّا وإنما هو من بكر، وأكبر الظن أنه اضطر لذلك من أجل القافية ورويها.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 123