نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 127
والقيسيين والطائيين: فاظت نفسه بالظاء. ومن هذه اللهجات أن طيئًا كانت تفتح الفعل اليائي في مثل بقي ورضي؛ فتقول: بقى ورضى. وكانوا يقولون في مثل توصية وجارية وناصية مما ياؤه مفتوحة توصاة وجاراة وناصاة. وأثر عن هذيل أنها كانت تستخدم "متى" حرف جر بمعنى "من". وأنها كانت مثل كنانة والحجازيين تقول: نعم بكسر العين بدلًا من نعم وأنها كانت تكسر الباء في ابن فتقول ابِن. وأنها كانت تقول في مثل وشاح. ومر بنا أنها كانت تقلب الحاء عينًا في مثل حتى؛ فتقول عتى، وأنها كانت تقول: في مثل أعطى أنطى، وكانت تقلب الألف ياء في مثل عصاي وهواي وفتاي فتقول عصى وهوى وفتى وكانت تنطق مثل قال وباع إذا بنيا للمجهول قول وبوع بقلب الألف واوًا، وكانت لا تشبع كسرة المنقوص بل تهمسها وتخطفها كما جاء في بعض القراءات: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ} بدون ياء.
وقد عقد أحمد بن فارس في كتابه "الصاحبي" فصلًا حاول فيه أن يضبط اختلاف لهجات العرب، فقال: "اختلاف لغات العرب من وجوه: أحدها الاختلاف في الحركات كقولنا "نستعين" بفتح النون وكسرها، قال الفراء: هي مفتوحة في لغة قريش وأسد، وغيرهم يقولونها بكسر النون. ووجه آخر: الاختلاف في الحركة والسكون مثل قولهم معكم بفتح العين وتسكينها. ووجه آخر وهو الاختلاف في إبدال الحروف نحو أولئك وأولالك، ومنها قولهم: أن زيدًا وعنَّ زيدًا. ومن ذلك الاختلاف في الهمز والتليين نحو مستهزئون ومستهزون. ومنها الاختلاف في التقديم والتأخير نحو صاعقة "في لغة الحجازيين" وصاقعة "في لغة التميميين". ومنها الاختلاف في الحذف والإثبات نحو استحييت واستحيت وصددت وأصددت. ومنها الاختلاف في الحرف الصحيح يُبْدَل حرفًا معتلا نحو: أما زيد وأيما زيد. ومنها الاختلاف في الإمالة والتفخيم في مثل قضى ورمى؛ فبعضهم يفخم وبعضهم يميل. ومنها الاختلاف في الحرف الساكن يستقبله مثله؛ فمنهم من يكسر الأول ومنهم من يضم فيقول: "اشتروُا الضلالة" و "اشتروِ الضلالة". ومنها الاختلاف في التذكير والتأنيث؛ فإن من العرب من يقول هذه البقر وهذا النخيل، ومنها الاختلاف في الإدغام نحو مهتدون ومهدّون. ومنها الاختلاف في الإعراب نحو: ما زيد قائمًا وما زيد قائمًا، وإن هذين وإن هذان،
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 127