responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 174
لنقض الشعر الجاهلي جميعه، وهي إنما تنقض جوانب منه، وينبغي أن نقف عندها، وأن لا نذهب مذهب التعميم؛ فإن القدماء إنما ذكروا هذا كله ليدلوا على ما أحاطوا به رواية الشعر الجاهلي من سياج قوي، حتى نميز الصحيح من الزائف والوثيق من المنحول.
ويمضي طه حسين في مصنفه إلى الكتاب الرابع، وهو دراسة تطبيقية لبيان الانتحال في شعر طائفة من شعراء اليمن وربيعة ويبدأ في دراسته بامرئ القيس ويتشكك في شعره؛ لأنه يمني وشعره قرشي اللغة، ثم هو شعر مضطرب ركيك. ومر بنا أنه كان يمني الجنس؛ ولكنه كان قرشي اللغة، أما أن شعره ركيك والوضع فيه كثير؛ فقد كان يغنيه عن هذا الظن ما يُروى عن الأصمعي من أنه قال: "كل شيء في أيدينا من شعر امرئ القيس فهو عن حماد الراوية إلا نُتَفًا سمعتها من الأعراب وأبي عمرو بن العلاء1". ونراه ينتقل إلى علقمة الفحل فيشك في شعره، وقد كان ابن سلام لا يثبت له سوى ثلاث قصائد[2]. وشك في شعر عبيد بن الأبرص، وأسلفنا أن ابن سلام لم يكن يعرف له سوى معلقته "أقفر من أهله ملحوب" وكان يقول: إن شعره مضطرب ذاهب. ومضى على هذا النحو يشك في شعر عمرو ابن قميئة ومهلهل وعمرو بن كلثوم والحارث بن حلزة وطرفة والمتلمس والأعشى معتمدًا على الأحكام الذاتية، ولو أنه استقصى آراء الرواة الثقات لأعانه ذلك كثيرًا في تحقيق أشعارهم جميعًا.
وننتقل مع طه حسين في مصنفه إلى الكتاب الخامس، وهو خاص بشعراء مضر؛ فنراه لا يستبعد أن يكون هناك شعراء مضريون وشعر مضري؛ غير أنه لا يلبث أن يستدرك قائلًا: "لكنا لا نشك أيضًا في أن هذا الشعر قد ذهب وضاعت كثرته، ولم يبق لنا منه إلا شيء قليل جدًّا ولا يكاد يمثل شيئًا، وهذا المقدار القليل الذي بقي لنا من شعر مضر قد اضطرب وكثر فيه الخلط والتكلف والنحل، حتى أصبح من العسير جدًّا إن لم يكن من المستحيل تخليصه وتصفيته3". ويضيف إلى ذلك أن من الخطأ أن نكتفي في الحكم على الشعر المضري بالسند ومن يحمله من الرواة، أو بالغرابة والسهولة، ذاهبًا إلى أن الباحث في هذا الشعر

1 مراتب النحويين: ص 72.
[2] ابن سلام: ص 116.
3 في الأدب الجاهلي: ص 270.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 174
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست