نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 177
سند كامل لها يرفعه ابن الأنباري إلى ابن الأعرابي تلميذ المفضل وربيبه، ويقول ابن النديم: "هي مائة وثمانية وعشرون قصيدة. وقد تزيد وتنقص وتتقدم القصائد وتتأخر، بحسب الرواية عن المفضل، والصحيحة التي رواها عنه ابن الأعرابي1"، ومعنى ذلك أن في أيدينا أوثق نسخة للمفضليات. وتعلَّق عبد السلام هارون وأحمد شاكر ناشراها في دار المعارف بنص عن الأخفش يزعم أنها كانت ثمانين ألقاها المفضل على المهدي، وزاد فيها الأصمعي أربعين، ثم زاد البقية بعض تلاميذه[2]. وربما جاء الأخفش اللبس[3] من أن الأصمعيات تلتقي معها في تسع عشرة قصيدة، وأيضًا فقد جد الرواة يقولون إن أبا جعفر المنصور حين عهد إلى المفضل بتثقيف ابنه المهدي بالشعر القديم اختار له ثمانين قصيدة؛ فلما وجدها قد زادت عن الثمانين ووجدها تلتقي مع الأصمعيات في بعض القصائد ظن أن الأصمعي وتلاميذه هم الذين أضافوا فيها هذه الزيادات، ولو أنه اطلع على رواية ابن الأعرابي خصم الأصمعي لزايله هذا الوهم؛ وكأن المفضل اختار أولًا ثمانين ألقاها على المهدي، ثم زادها إلى مائة وثمانية وعشرين كما جاءت في رواية تلميذه ابن الأعرابي.
وهي موزعة على سبع وستين شاعرًا منهم سبع وأربعون جاهليًّا وعلى رأسهم المرقشان الأكبر والأصغر والحارث بن حلزة وعلقمة بن عبدة والشنفرى وبشر بن أبي حازم وتأبط شرًّا وعوف بن عطية وأبو قيس بن الأسلت الأنصاري والمسيب وبينهم امرأة من بني حنيفة ومجهول من اليهود ومسيحيان هما عبد المسيح بن عسلة الشيباني وتتضح مسيحيته في اسمه، ثم جابر بن حني التغلبي، ونراه يقول في مفضليته:
وقد زعمت بهراء أن رماحنا ... رماح نصارى لا تخوض إلى الدم
ولو لم يصلنا من الشعر الجاهلي سوى هذه المجموعة الموثقة لأمكن وصف تقاليده وصفًا دقيقًا؛ فقد مثلت جوانب الحياة الجاهلية ودارت مع الأيام والأحداث.
1 الفهرست: ص 102. [2] ذيل الأمالي: ص 131. [3] ذهبنا إلى أنه لبس، وربما كان بعامل التنافس بين البصرين والكوفيين؛ فالأخفش البصري يريد أن يقول: إن المفضليات من صنع البصريين والكوفيين جميعًا لما كان لها من شهرة في عصره فاقت شهرة الأصمعيات.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 177