responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 19
عند بطليموس مكربا "Macoraba" وكانت قبل الإسلام تمسك بزمام القوافل المصعدة إلى البحر الأبيض والمنحدرة إلى المحيط الهندي، وكان بها الكعبة بيت أصنامهم حينئذ فكان العرب يحجون إليها ويتجرون في أسواقها ويبتاعون ما يحتاجون إليه. وعلى بعد خمسة وسبعين ميلًا إلى الجنوب الشرقي من مكة تقع الطائف، وقد أقيمت على ظهر جبل غَزْوان، وتحف بها أودية وآبار كثيرة أتاحت للمملكة النباتية أن تزدهر هناك من قديم، وقد عثر فيها على نقوش ثمودية.
وينبسط الحجاز شرقًا في هضبة نجد الفسيحة التي تنحدر من الغرب إلى الشرق حتى تتصل بأرض العَروض وهي بلاد اليمامة والبحرين. ويسمي العرب جزءها المرتفع مما يلي الحجاز باسم العالية، أما جزؤها المنخفض مما يلي العراق فيسمونه السافلة؛ بينما يسمون شرقيها إلى اليمامة باسم الوشوم وشماليها إلى جبلي طيء: أجا وسلمى باسم القَصيم، وهو عندهم الرمل الذي ينبت الغضا وهو ضرب من الأثل، وإليه ينسب أهل نجد فيسمون أهل الغضا. وشمالي نجد صحراء النفود وهي تشغل مساحة واسعة؛ إذ تبتدئ من واحة تيماء وتمتد شرقًا نحو 300 ميل وتزخر بكثبان من الرمال الحمراء، تخللها مراع فسيحة. وإذا اقتربت من العراق مدت ذراعًا لها نحو الجنوب، فتفصل بين نجد والبحرين متسمية باسم الدهناء أو رملة عالج وهي منازل قبيلتي تميم وضبة في الجاهلية والإسلام؛ حتى إذا أحاطت باليمامة انبطحت في الربع الخالي وهو صحراء واسعة قاحلة يظن أنها تبلغ نحو خمسين ألف ميل مربع، وهي تفصل بين اليمامة ونجد من جهة وبين عمان ومهرة والشحر وحضرموت من جهة ثانية، وتندمج فيها صحراء الأحقاف التي تمتد إلى الغرب فاصلة اليمن من نجد والحجاز. وهذه الصحارى التي تطوق نجدًا في الشمال والشرق والجنوب قفار متسعة، وخيرها القسم الشمالي؛ إذ تكسوه الأمطار في الشتاء حلة قشيبة من النباتات والمراعي. ووراء هذا القسم في الشمال بادية الشام وهي كثيرة الأودية والواحات وبادية العراق أو بادية السماوة. وواضح أنهما لا تعدان من نجد.
وتشمل العروض اليمامة والبحرين وما والاهما. وعَدَّ ياقوت في معجم البلدان اليمامة من نجد، وكانت عند ظهور الإسلام عامرة بالقرى، مثل حجر وكانت حاضرتها، ومثل سدوس ومنفوحة وبها قبر الأعشى، ويقال إنها كانت موطن

نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 19
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست