نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 306
ويقول إنها لقُراد بن حنَش من شعراء غطفان[1]. ولا يبقى لزهير بعد ذلك من رواية الأصمعي سوى أربع عشرة قصيدة ومقطوعة، تضاف إليها القصيدة التي رواها المفضل واحتفظ بها الشنتمري، وهي: "غَشيتُ ديارًا بالبقيع وثهمد".
على أنه ينبغي أن تسقط من قصيدته "لمن الديار بقُنَّة الحَجْر" الأبيات الثلاثة الأولى لأن حمادًا زادها فيها كما مر بنا في حديثنا عن الانتحال. وقد شك الأصمعي في الحكم الملحقة بالمعلقة وقال إنها لصرمة بن أبي أنس[2] الأنصاري، ويمكن أن يكون لزهير طائفة منها اختلطت على الرواة بطائفة أخرى تماثلها نظمها صرمة، وسنرى أن زهيرًا كان يكثر من الحكم في شعره. [1] ابن سلام: ص568. [2] المعمر بن السجستاني: ص66.
3 العمدة لابن رشيق: "طبعة أمين هندية"[1]/ 132، وانظر الشعروالشعراء: [1]/ 86.
4- شعره:
لعل الشعر الجاهلي لم يعرف شاعرًا عني بتنقيحه عناية زهير، وقد ذهب القدماء يقولون إنه كان يَرْوي شعر زوج أمه أوس بن حجر الشاعر التميمي المشهور، كما كان يروي شعر طفيل الغنوي[1] المعروف ببراعته في وصف الخيل والصيد، وأيضاً فإنه كان يروي شعر خاله بشامة بن الغدير[2]. وهم لا يقفون بملاحظاتهم عند ذلك؛ إذ يقولون إنه خَرَّجَ ابنه كعبًا في الشعر كما خَرّج الخطيئة[3].
فنحن إذن بإزاء شاعر ممتاز، عاش للشعر يرويه ويعلمه، أو بعبارة أخرى نحن بإزاء مدرسة يتضح فيها زهير وتلميذاه كعب والحطيئة، وإذا أردنا أن نبحث لزهير عن أستاذ حقيقي تأثره في شعره من بين الثلاثة الذين ذكروهم؛ وجدنا أقربهم إلى شعره أوس بن حجر زوج أمه؛ فإنه يتأثره في جميع جونب فنه، يتأثره في الموضوعات التي عالجها وفي طريقة معالجته لها، وفيما يصوغه من معان. [1] العمدة لابن رشيق: "طبعة أمين هندية"1/ 132، وانظر الشعروالشعراء: 1/ 86. [2] أغاني: 10/ 312. [3] أغاني "طبع دار الكتب": 2/ 165، 8/ 91 والشعروالشعراء 1/ 93.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 306