نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 367
سجالًا، تارة تنتصر هذه وتارة تنتصر تلك. وكان لا يني يحمِّس قومه ويدعوهم إلى مواصلة القتال؛ مفصحًا في أثناء ذلك عن رغبة حارة في الانتقام، واسمعه يقول1:
وَإنّي قَد تَرَكتُ بِوارِدَاتٍ ... بُجَيرًا في دَمٍ مِثلِ العَبيرِ2
وَهَمّامَ بنَ مُرَّةَ قَد تَرَكنا ... عَلَيهِ القُشعُمانِ مِنَ النُسورِ3
وصبَّحنا الوُخومَ بيومِ سَوْء ... يُدافعْن الأسنَّةَ بالنُّحور4
كأنا غُدْوَة وبَني أبينا ... بجوف عنيزة رَحَيا مُديرِ5
فلولا الريحُ أُسْمِعَ أهلُ حِجْر ... صَليلَ البَيْضِ يُقْرَع بالذكورِ6
وواضح أنه يفخر بانتصاراته على بكر في موقعة واردات وموقعة عنيزة، وقد قتل في الأولى بجير بن الحارث بن عباد أحد فرسان بكر، كما قتل همام بن مرة أخا جساس، وكم قتلوا من عشيرة الوخوم، ولم يكن يوم عنيزة بأقل من يوم واردات فيما اصطلته بكر من حر اللقاء.
ومن فرسانهم المشهورين عامر بن الطفيل[7] فارس بني عامر بن صعصعة، أقوى عشائر هوازن وأشدها بأسًا، وكان بنو عامر ينتشرون في أواسط نجد شرقي الحجاز، وجنوبي منازل عبس وذبيان، وغربي منازل بني تميم، وكانت مراعيهم تمتد جنوبًا حتى بني حنيفة في اليمامة وبني الحارث بن كعب في نجران ومذحج في شمالي اليمن، ولما نشبت الحروب بين عبس وذبيان أخذوا صف عبس، فاصطدموا بذبيان وأحلافها، وقد جعلهم انتشارهم في أواسط نجد يحاربون.
1 الأصمعيات "طبع دار المعارف" ص174 والأغاني 5/ 53.
2 واردات: موضع سميت به موقعة حدثت فيه بين بكر وتغلب في حرب البسوس. العبير: الزعفران.
3 القشعم من النسور: الضخم. وهمام: أخو جساس قاتل كليب.
4 الوخوم: عشيرة من بكر.
5 عنيزة: موضع سميت به إحدى وقائع حرب البسوس. والرحيان إذا أدارهما مدير أثرت كل منهما في الأخرى، والصورة واضحة.
6 حجر: قرية باليمامة. البيض: خود الحرب. يقرع: يضرب. والذكور أجود السيوف وأيبسها وأشدها. [7] انظر أخبار عامر في الأغاني "طبعة الساسي" 15/ 50، وراجع ترجمته الشعر والشعراء 1/ 293 وانظر الخزانة: 1/ 473، 3/ 492، والمعمرين ص60 وشرح النقائض في يوم فيف الريح ص469 وشعب جبلة ص654 وتاريخ ابن كثير 5/ 56 والسيرة النبوية 4/ 213.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 367