responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 401
فأتاه رجل من مراد، فأرغبه في المال، فزوجه ابنته على مائة من الإبل، ورحل بها إلى أهله. وقال إخوة المرقش: لا تخبروه بخبرها حين يرجع؛ بل قولوا له: إنها ماتت، وذبحوا لذلك كبشًا، أكلوا لحمه ودفنوا عظامه. فلما قدم المرقش قالوا له: إنها ماتت. ولم يلبث أن عرف الحقيقة بعد أن ظل مدة يعود قبر الكبش ويزوره. وخرج المرقش يطلب أسماء، وبعد مغامرات يتعرف على راعي زوجها، ويتوسل إليه أن يحدثها عنه، فيقول له: إني لا أستطيع أن أدنوا منها؛ ولكن تأتيني جاريتها كل ليلة، فأحلب لها عنزًا، فتأتيها بلبنها. فقال له مرقش: خذ خاتمي هذا؛ فإذا حلبتَ فألقه في اللبن، فإنها ستعرفه، وإنك مصيب بذلك خيرًا لم يصبه راع قط إن أنت فعلت ذلك. فأخذ الراعي الخاتم. ولما راحت الجارية بالقدح وحلب لها العنز طرح الخاتم فيه؛ فانطلقت الجارية به وتركته بين يدي أسماء فلما سكنت الرغوة أخذته فشربته، وكذلك كانت تصنع. فقرع الخاتم ثنيتها، فأخذته واستضاءت بالنار، فعرفته، فقالت للجارية: ما هذا الخاتم؟ قالت: ما لي به علم فأرسلتها إلى مولاها وهو بنجران، فأقبل فزعًا، فقال لها: لم دعوتني؟ قالت له: ادع عبدك راعي غنمك، فدعاه، فقالت: سله أين وجد هذا الخاتم، قال: وجدته مع رجل في كهف خُبَّان، فقال لي: اطرحه في اللبن الذي تشربه أسماء، فإنك مصيب به خيرًا، وما أخبرني من هو، ولقد تركته بآخر رمق. فقال لها زوجها: وما هذا الخاتم؟ قالت: خاتم مرقش، فأعجل الساعة في طلبه؛ فركب فرسه وحملها على فرس آخر وسارا حتى طرقاه من ليلتهما، فاحتملاه إلى أهلهما؛ فمات عند أسماء وقال قبل أن يموت:
سَرى لَيْلًا خَيالٌ مِنْ سُلَيْمى ... فأَرَّقَني وأصْحابي هُجُودُ
فَبِتُّ أُدِيرُ أَمْرِي كلَّ حالٍ ... وأَرْقُبُ أَهْلَها وهُمُ بعيدُ
سَكَنَّ ببلْدَةٍ وسَكَنْتُ أُخرى ... وقُطِّعَتِ المواثِقُ والعُهُودُ
فَما بالي أَفِي ويُخانُ عَهْدِي ... وما بالي أُصادُ وَلا أَصِيدُ
ثم مات فدفن في أرض مراد[1].

[1] أغاني "طبعة دار الكتب": 6/ 129 وما بعدها.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 401
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست