responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 42
تشتبك مع القبائل النجدية في حروب دامية، وقد أسر في إحداها شأسًا أخا علقمة بن عبَدة الشاعر التميمي المشهور؛ فرحل إليه يمدحه[1] رجاء أن يفك أخاه من أسره. ونراه يذكر في مديحه معاركه وما كان ينزله بأعدائه من خسائر، يقول:
كأَنهمُ صابت عليهم سحابةٌ ... صواعقُها لطَيْرهنَّ دبيب2
فلم تنج إلا شَطْبةٌ بلجامها ... وإلا طِمِرٌّ كالقناة نَجيب3
وإلا كَمِىٌّ ذو حِفاظٍ كأَنَّه ... بما ابتلَّ من حَدِّ الظُّبات خضِيب4
وأنت أَزلتَ الخُنْزُوانةَ عنهمُ ... بضرب له فوق الشئون دَبيبُ5
وأنت الذي آثاره في عدوِّهِ ... من البؤس والنُّعْمَى لهن نُدوب6
وكان لابنيه النعمان وعمرو جيوش قوية، تجوب نجدًا والصحراء الشمالية وتدين لها القبائل بالطاعة، ويظهر أن جيوش عمرو اشتبكت في حروب مع بني أسد وبني فزارة، ووقع كثير من أسرى القبيلتين في يد عمرو؛ فقصده النابغة الذبياني يمدحه متوسلًا إليه في فكاكهم، فأكرمه، كما أكرمه أخوه النعمان، ودبّج فيهما مدائح كبيرة، لعل أروعها قصيدته البائية التي يقول فيها7:
إذا ما غزوا بالجيش حلق فوقهم ... عصائب طير تهتدي بعصائب
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم ... بهن فلول من قراع الكتائب

[1] يذكر أكثر الرواة أن علقمة إنما قصد بقصيدته الحارث بن جبلة "انظر ديوان علقمة بشرح الشنتمري طبع الجزائر سنة 1925" ص 25 وراجع القصيدة في المفضليات وقد دحض تولدكه هذه الرواية ذاهبًا إلى أن القصيدة في مديح الحارث الأصغر. انظر جواد علي 4/ 143.
2 صابت: مطرت يقول: أصابتها الصواعق فلم تقدر على الطيران فدبت تطلب النجاة.
3 الشطبة: الفرس الطويلة، والطمر: الفرس المتحفزة للوثوب، شبهها بالقناة في الضمور.
4 الكي: الشجاع، والظباة: جمع ظبة وهي حد السيف، وخضيب: مصبوغ بالدماء.
5 الخنزوانة: الكبر، وشئون الرأس: ملتقى عظامها.
6 ندوب: جروح
7 مختار الشعر الجاهلي لمصطفى السقا "طبع الحلبي" ص 159.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 42
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست