نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 7
تمهيد
1- كلمة أدب كلمة أدب من الكلمات التي تطور معناها بتطور حياة الأمة العربية وانتقالها من دور البداوة إلى أدوار المدنية والحضارة. وقد اختلفت عليها معان متقاربة حتى أخذت معناها الذي يتبادر إلى أذهاننا اليوم، وهو الكلام الإنشائي البليغ الذي يقصد به إلى التأثير في عواطف القراء والسامعين؛ سواء أكان شعرًا أم نثرًا.
وإذا رجعنا إلى العصر الجاهلي ننقب عن الكلمة فيه لم نجدها تجري على ألسنة الشعراء؛ إنما نجد لفظة آدب بمعنى الداعي إلى الطعام؛ فقد جاء على لسان طرفة بن العبد1:
نحن في المَشْتاةِ ندعو الجَفَلَى ... لا ترى الآدبَ فينا يَنْتَقِرْ2
ومن ذلك المأدُبة بمعنى الطعام الذي يدعى إليه الناس. واشتقوا من هذا المعنى أدُبَ يأدُب بمعنى صنع مأدبة أو دعا إليها.
وليس وراء بيت طرفة أبيات أخرى تدل على أن الكلمة انتقلت في العصر الجاهلي من هذا المعنى الحسي إلى معنى آخر؛ غير أننا نجدها تستخدم على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم في معنى تهذيبي خلقي؛ ففي الحديث النبوي: "أدبني ربي فأحسن تأديبي"[3] ويستخدمها شاعر مخضرم يسمى سهم بن حنظلة.
1 انظر ديوان طرفة "طبعة آلوارد" القصيدة رقم 5 بيت 46
2 المشتاة: الشتاء، الدعوة إلى الجفلى: العامة، الآدب: الداعي إلى الطعام، لا ينتقر: لا يختار أناسًا دون آخرين. [3] انظر النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير "طبع القاهرة 1311هـ" ج1 ص3.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 7