responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 71
وكري إذا نادى المضافُ محنبًا ... كسيد الغضا نبهته المتورد1
وتقصير يوم الدجن والدجن معجب ... ببهكنة تحت الخباء المعمَّدِ2
وواضح أنه يجعل من خلال الفتى هذه الخصال الثلاث، وهي الخمر والفروسية أو الشجاعة في الحرب والتمتع بالنساء؛ على أن هذه الفتوة التي يصورها طرفة كانت تتسامى عند كثير من فرسانهم مثل عنترة؛ بل حتى من صعاليكهم مثل عروة بن الورد، وسنعرض لذلك في موضع آخر.
ومهما يكن فقد كانت الخمر وما يتبعها من استباحة النساء شائعة في هذا العصر، وكان يشيع معها القمار أو الميسر، وكانت عادتهم فيه أن يذبحوا ناقة أو بعيرًا، ويقسموا ما يذبحونه عشرة أجزاء، ثم يأتوا بأحد عشر قدحًا، يجرون عليها قمارهم، وكانوا يجعلون لسبعة منها نصيبًا إن فازت، وعلى أصحابها غرم إن خابت، وأكبرها نصيبًا يسمى المعلى. أما الأربعة الباقون فلا حظَّ لها حتى إن فازت.
وأكبر الدلالة على شيوع هذه الآفات بينهم الآيات الكثيرة التي هاجمتها في القرآن الكريم وما وضعه الإسلام لها من عقاب صارم حتى يكف العرب عنها، وقد شدد في عقوبة استباحة النساء، وأكثر من النهي عن الخمر والميسر من مثل قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} وقد وصف الخمر بأنها {رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ} . ونجد في الحديث النبوي نهيًا كثيرًا عنها وأن الله لعنها ولعن عاصرها ومعتصرها وشاربها[3] وقد جعل لها

1المضاف: الخائف المذعور، والمحنب الفرس الذي في قوائمه أو ضلوعه انحناء قليل. والسيد: الذئب، والغضا: شجر، نبهته: هيجته، المتورد: الجريء. يقول: إذا استغاث به خائف عطف فرسًا يسرع في عدوه إسراع ذئب الغضا الجريء حين تهيجه.
2 الدجن: الغيم، البهكنة: المرأة الجميلة المعمد: المرفوع بالعماد.
[3] انظر كتاب الأشربة في سنن أبي داود، وابن ماجة والنسائي، والبخاري. وراجع دائرة المعارف الإسلامية في مادة خمر.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 71
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست