نام کتاب : تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر نویسنده : ابن أبي الأصبع جلد : 1 صفحه : 181
ومن أمثلة صحة المقابلات قول الرسول صلى الله عليه وسلم: " ما كان الرفق في شيء إلا زانه، ولا الخرق في شيء إلا شانه " فقابل عليه السلام الرفق بالخرق، والزين بالشين بأحسن ترتيب وأتم مناسبة بين الرفق والخرق ولفظتي شانه وزانه.
ومن أمثلة صحة المقابلات الشعرية قول القائل أحسبه كثيراً في مقابلة الأضداد من أناشيد قدامة طويل:
فوا عجباً كيف اتفقنا فناصح ... وفي ومطوي على الغل غادر
فإن هذا الشاعر لما قدم ذكر النصح والوفاء في صدر البيت، قابلهما بذكر الغل والغدر في عجزه على الترتيب، لا، الغل ضد النصح، والغدر ضد الوفاء. وقد وقع في مقابلة الأضداد ما جمع بين ستة أضداد وهو بيت أنشده أبو دلامة للمنصور، وقد سأله عن أشعر بيت في المقابلة فأنشده بسيط
ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا ... وأقبح الكفر والإفلاس بالرجل
فإن الشاعر قابل أحسن بأقبح، والدين بالكفر، والدنيا بالإفلاس، فجمع بيته ما لم يجمعه بيت قيل قبله في التقابل، ولا خلاف في أنه لم يقل قبله مثله، وأما بعده فقد غير المتنبي في وجوه الناس بقوله بسيط
أزورهم وسواد الليل يشفع لي ... وأنثني وبياض الصبح يغري بي
فإنه جمع بين عشر مقابلات، قابل أزور بأنثنى، وسواداً ببياض، والليل
نام کتاب : تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر نویسنده : ابن أبي الأصبع جلد : 1 صفحه : 181