نام کتاب : تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر نویسنده : ابن أبي الأصبع جلد : 1 صفحه : 233
أفاد بها معنى زائداً على معنى البيت نحو قول ذي الرمة طويل:
قف العيس في آثار مية واسأل ... رسوماً كأخلاق الرداء المسلسل
فتم كلامه قبل القافية، فلما احتاج إليها أفاد بها معنى زائداً.
وكذلك صنع في البيت الثاني حيث قال:
أظن الذي يجدي عليك سؤالها ... دموعاً كتبذير الجمان المفصل
فإنه تم كلامه بقوله: كتبذير الجمان، واحتاج إلى القافية فأتى بها تفيد معنى زائداً، ولو لم يأت بها لم يحصل.
وقد حكى عن الأصمعي أنه سئل عن أشعر الناس فقال: الذي يأتي إلى المعنى الخسيس فيجعله بلفظه كبيراً، وإلى الكبير فيجعله خسيساً أو ينقضي كلامه قبل القافية، فإن احتاج إليها أفاد بها معنى، فقيل له: نحو من؟ فقال: نحو الفاتح لأبواب المعاني امرئ القيس حيث قال طويل:
كأن عيون الوحش حول خبائنا ... وأرحلنا الجزع الذي لم يثقب
فإنه انقضى كلامه عند قوله: " الجزع " ثم أفاد بالقافية معنى زائداً، إذ قال: " لم يثقب " لأن عيون البقر غير مثقبة.
ونحو زهير حيث يقول طويل:
كأن فتات العهن في كل منزل ... نزلن به حب الفنان لم يحطم
فإن حب الفنا أحمر الظاهر، أبيض الباطن، فهو لا يشبه الصوف
نام کتاب : تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر نویسنده : ابن أبي الأصبع جلد : 1 صفحه : 233