responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تزيين الأسواق في أخبار العشاق نویسنده : الأنطاكي، داود    جلد : 1  صفحه : 133
ثم شهق شهقة فمات، ومن أشعاره المشهورة قصيدته المعروفة بالمزدوجة وللطفها بتخميس الحلى لها أوردناه معها غير أن المصنف أبدل أبياتاً يسيرة من التخميس وزاد آخر زعم أن الحلى لم يقف عليها، وهذه القصيدة بالشرط المذكور غير أني أقول في أبيات المصنف له وهي هذه:
من عاشق ناء هواه دان ... ناطق دمع صامت اللسان
موثق قلب مطلق الجثمان ... معذب بالصد والهجران
طليق دمع قلبه في أسر
من غير ذنب كسبت يداه ... غير هوى نمت به عيناه
شوقاً إلى رؤيه من أشقاه ... كأنما عافاه من أضناه
إذ كان أصل نفعه والضر
يا ويحه من عاشق ما يلقى ... من أدمع منهلة ما ترقا
له
ناطقة وما أجادت نطقاً ... تخبر عن حب له استرقا
أخبار من يعلم أخفى السر
لم يبق منه غير طرف يبكي ... بأدمع مثل نظام السلك
تطفيه نيران الهوى وتذكى ... كأنما قطر السماء يحكى
هيهات هل قيس دم بقطر
له
إلى غزال من بني النصارى ... عذار خديه سبى العذارى
وغادر الأسد به حيارى ... في ربقة الحب به أساري
تنشد قول مدرك في عمرو
له
ريم بدار الروم رام قتلي ... بمقلة كحلاء لا عن كحل
وطرّة بها استتار عقلي ... وحسن وجه وقبيح فعل
وعظم ردف ونحيل خصر
ريم به أي هزبر لم يصد ... يقتل باللحظ ولم يخشى القود
متى يقل ها قالت الألحاظ قد ... كأنه ناسوته حين اتحد
أفديه من ريم ومن هزبر
ما أبصر الناس جميعاً بدراً ... ولا رأوا شمساً وغصناً نضرا
أحسن من عمرو فديت عمراً ... ظبي بعينيه سقاني خمرا
فما أفقت ساعه من سكرى
ها أنا ذا بقده مقدود ... والدمع في خدي له أخدود
ما ضر من فقري به موجود ... لو لم يقبح فعله الصدود
فديته لقد أطال هجري
إن كان ذنبي عنده الإسلام ... فقد سعت في نقصه الآثام
واختلت الصلاة والصيام ... وجاز في الدين له الحرام
يا خيبتي إن لم أفز بغفر
يا ليتني كنت له صليباً ... أكون معه أبداً قريبا
أبصر حسناً وأشم طيباً ... لا واشياً أخشى ولا رقيبا
ولا أخاف أبداً من غدر
يا ليتني كنت له قرباناً ... الثم منه الثغر والبنانا
أو جاثليقاً كنت أو مطراناً ... كيما يرى الطاعة لي إيمانا
فلا يزال الدهر طوع أمري
يا ليتني كنت لعمر ومصفحاً ... يقرأ مني كل يوم أحرفا
أو قلما يكتب بي ما ألفا ... من أدب مستحسن قد صنفا
ويجعل الريق بديل الحبر
يا ليتني كنت لعمرو عوده ... أو حلة يلبسها مقدودة
أو بركة باسمه محدودة ... أو بيعة في داره مشهودة
يدلج في أرجائها ويسري
يا ليتني كنت له زناراً ... يديرني في الخصر كيف دارا
حتى إذا الليل طوى النهارا ... صرت له حينئذ ازارا
أضمه إلى طلوع الفجر
قد والذي يبقيه لي أفناني ... وابتز عقلي والضنى كساني
ظبي على البعاد والتداني ... حل محل الروح من جثماني
فليس لي عن قربه من صبر
واكبدي من خده المضرج ... واكبدي من ثغره المفلج
لا شيء مثل الطرف منه الأدعج ... اذهب للنسك وللتحرج
الا جمال ثغرة بالدر
إليك أشكو يا غزال الأنس ... ما بي من الوحشة بعد الأنس
يا من هلالي وجهه وشمسه ... لا تقتل النفس بغير النفس
وجد بوصل لسقام يبري
جد لي كما جدت بحسن الود ... وارع كما أرعى قديم العهد
واصدد كصدي عن طويل العهد ... فليس وجد بك مثل وجدي
وليس ذكر لك مثل ذكري
ها أنا في بحر الهوى غريق ... سكران من حبك لا أفيق

نام کتاب : تزيين الأسواق في أخبار العشاق نویسنده : الأنطاكي، داود    جلد : 1  صفحه : 133
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست