responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تزيين الأسواق في أخبار العشاق نویسنده : الأنطاكي، داود    جلد : 1  صفحه : 172
وأعلم أن وصلك لا يرجى ... ولكن لا أقل من التمني
وقال آخر
وما بلوغ الأماني في مواعدها ... إلا كاشعب يرجو وعد عرقوب
ومن كلام أفلاطون الأماني حلم المستيقظ وسلوة المحروم وقال غيره التمني مؤنس إن لم ينفعك فقد ألهاك. قيل لأعرابي ما أمتع لذات الدنيا قال ممازحه الحبيب ومحادثة الصديق وأماني تقطع بها أيامك.
ياقوت الرومي
لله أيام تقضت بكم ... ما كان أحلاها وأهناها
مرت فلم يبقى لنا بعدها ... شيء سوى أن نتمناها
ابن الوردي
وشادن قلت له ... هل لك في المنادمه
فقال كم من عاشق ... سفكت في المني دمه
الحسين بن الضحاك
وصف البدر حسن وجهك حتى ... خلت أني وما أراك أراك
وإذا ما تنفس النرجس الغض ... توهمته نسيم شذاك
خدعات المني تعللني فيك ... باشراق ذوا بهجة ذاك
ابن أبي حجلة
رقي لصب غدا مما يكابده ... من دمعه الصب يجري في مجاريه
لم يبق فيه سوى روح يرددها ... لولا المني مات يا أقصى أمانيه
وقلت
عدى فتى شفت الأسقام مهجته ... بزورة منك يا أقصي تمنيه
فالهجر منك لكاس الموت بسلمه ... والوعد منك ولو بالزور يحييه
وقد ذم قوم الرضا بالوعد والأماني وعدوا ذلك جنوناً ومشى على ذلك جمع كثير.
الخالدي
ولا تكن عبد المني فالمني ... رؤوس أموال المفاليس
ابن المعتز
لا تأسف من الدنيا على أمل ... فليس باقيه إلا مثل ماضيه
قال علي كرم الله وجهه اجتنبوا المنى فإنها تذهب ما خولتم وتصغر المواهب التي رزقتم وقال رجل لابن سيرين أني رأيت كأني أسبح في غير ماء وأطير بغير جناح فقال أنت رجل تكثر الأماني وسمع الحجاج ليلة لبانا يقول أبيع اللبن بكذا وأشتري بضاعة فأكسب فيها كذا فيكثر مالي فأتزوج ابنة الحجاج وتلد لي ولداً وآمرها يوماً بشيء فلم تطع فارفسها هكذا ورفع رجله فكب اللبن فدخل الحجاج فضربه خمسين سوطاً وقال ألست تفجعني في ابنتي لو فعلت بها هذا.
وقال آخر
لما بدا العارض في خده ... بشرت قلبي بالنعيم المقيم
وقلت هذا عارض ممطر ... فجاءني فيه العذاب الأليم
وأما الرضا بالدون من المحبوب والقناعة باليسير من المطلوب وإن طال الوعد وكثر الخضوع وامتد البعد وانسكبت الدموع فصفة العاشق القانع الملقى عن نفسه المطامع المنزه محبوبه عن التكليف. المشفق عليه من نحو التعنيف وقد اتصف به جم غزير عدوا فيه أقل القليل أكثر الكثير وليس في هذا النمط ألطف من جميل في قوله وإني لأرضى من بثينة الأبيات السابقة في قصته.
وقوله
ألست أرى النجم الذي هو طالع ... عليها فهذا للمحبين نافع
عسى يلتقي في الأفق طرفي وطرفها ... فيجمعنا إذ ليس في الأرض جامع
وقال بعض الأعراب
أليس الليل يجمع أم عمرو ... وابانا فذاك لنا تدانى
نعم وأرى الهلال كما تراه ... ويعلوها النهار كما علاني
وقال بعضهم
إلى الطائر النسر انظري كل ليلة ... فإني إليه بالعشية ناظر
عسى يلتقي طرفي وطرفك عنده ... فنشكو إليه ما تكن الضمائر
وقال بعض الأعراب
وما نلت منها وصلها غير أنني ... إذا هي بالت بلت حيث تبول
وقال بعضهم
وكن قنوعاً فقد جرى مثل ... إن فاتك اللحم فاشرب المرقه
هذه إشارة إلى مثل يضرب للقناعة باليسير وأصله أن الهدهد قال لسليمان عليه السلام أنت في ضيافتي بجميع عسكرك في جزيرة كذا فلما حضروا أخذ جراده ورمى بها في البحر وقال يا نبي الله من فاته اللحم فليشرب المرق فكان سليمان عليه السلام يضحك من ذلك إذا ذكره وعكس هؤلاء من مد إلى المحبوب باعه وأوسع آماله وأطماعه فلم يرض إلا بامتزاج الأشباح فضلاً عن الأرواح والتأليف الذي لا يمكن تمييزه كالماء والراح حتى يراهما واحداً في العين الأحوال الذي يرى الشيء اثنين.
قال بعضهم
وكدت وهو ضجيعي أن أقول له ... من شدة الحب قد أبعدت فاقترب

نام کتاب : تزيين الأسواق في أخبار العشاق نویسنده : الأنطاكي، داود    جلد : 1  صفحه : 172
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست