نام کتاب : تزيين الأسواق في أخبار العشاق نویسنده : الأنطاكي، داود جلد : 1 صفحه : 180
يفتر عن لؤلؤ رطب وعن برد ... وعن أقاح وعن طلع وعن حبب
ابن عنين
يا غزالاً أرى الغواية رشداً ... في هواه وأحسب الرشد غيا
ما رأينا قبل ابتسامك بدر التم ... يفترّ عن نجوم الثريا
ابن ثنا الملك
له فم يمنعه ضيقه ... أن يخرج اللفظ بتقويم
ولفظه سكران من ريقه ... فهو لهذا غير مفهوم
ما فمه ميم ولكنه ... علامة الجزم على الميم
وقال آخر
كان على أنيابها الخرمجه ... بماء الندى في آخر الليل عابق
وما ذقته إلا بعيني تفرساً ... كما شيم من أعلى السحابة بارق
ابن الرئيس
لئن كان من لؤلؤ ثغرها ... فإن له صدفاً من عقيق
وإن كان من اقحوان النبات ... فإن مشاربه من رحيق
أبو العشائر
ثغر كلمع البرق حسن بريقه ... يشفي فؤاد المستهام بريقه
قد بت ألثمه وأرتشف المني ... من دره ورحيقه وعقيقه
وقار آخر
بأبي فم شهد الضمير له ... قبل المذاق بأنه عذب
كشهادتي الله خالصة ... قبل العيان بأنه رب
والعين لا تعبأ بنظرتها ... حتى يكون دليلها القلب
أبو عبادة ويعزى إلى يزيد بن معاوية وهو الصحيح
واستمطرت لؤلؤاً من نرجس وسقت ... ورداً وعضت على العناب بالبرد
وهو من قصيد كلها ملح وعيون سأذكرها في الغزل المطلق وأما بيت أبي عبادة الذي بنى عليه الحريري المقامة الحلوانية فهو.
كأنما تبسم عن لؤلؤ ... منصداً وبرد أو أقاح
الحريري
سألتها حين زارت نضو برقعها الق ... اني وإيداع سمعي أطيب الخبر
فزحزحت شفقاً غشى سنا قمر ... وساقطت لؤلؤاً من خاتم عطر
وأقبلت يوم جدّ البين في حلل ... سود تعض بنان النادم الحصر
وقلت
أقول لمن بالطب أصبح جاهلاً ... مقالاً صحيحاً قيما غير ذى عوج
يرى ثغرها خصراً على ذى حرارة ... لأن به شهداً مع الخمرة امتزج
أغرق أن الخمر أنى مذجتها ... بشهد أتت بالحرفي رابع الدرج
أما اعتدلت إذ جاورت برداً به ... تنضد والجريال في ذلك الفلج
وهبك جهلت الطبع ماذا تقدل في ... عقيق وبلور فيه قد نتج
وبينهما خلف طويل مفصل ... بكتب أرسطو والذي قبله درج
وقلت
أرى ريقها عند الشفاء لكل ما ... تعذر من داء عن البرء أو فسد
عليك به فهو النجاة لشارب ... وإن جاوز القانون فيه أو اقتصد
فهذي إشارات كفت كل عاقل ... وإن قيل شيء غيرها ليس يعقد
وقلت
عجبت من المسواك يرشف ريقها ... مدى الدهر لا يحميه من ذاك مانع
ويبقى جماداً كيف لم يحى بالحيا ... وتفنى الليالي وهو أخضر يانع
رضاب يقوم الميت إن شم عرفه ... ولو قطعت أوصاله والاضالع
فقال خشيت الهجر منها فعاقني ... فحسبك عذر في جوابي قاطع
بنفسي ثغر قلت إذ لاح نوره ... أبرق بدا من جانب الغور لامع
وبرد رضاب قلت عند وداعه ... زمان اللقا بالخيف هل أنت راجع
وقد أكثروا من هذا النمط أعني التشبيب بالوجه وأعضائه البسيطة والمركبة لكونه أشرف وأبهج وأعلى وألطف وأما ما عداه فنادر أن تيسر لشاعر بيت أو بيتان أو أكثر في عضو يعينه أما في ضمن غيره فكثير سنورد منه ما تيسر حسبما شرطنا وأما مطلق القامة بما فيها فأكثر من أن يحصى ما فيه وما قيل من أن أول من وصف الندى عمرو بن كلثوم.
وثدي مثل حق العاج رخص ... مصان عن أكف اللامسينا
فأمر يحتاج إلى مزيد استقصاء وإحاطة لأن العرب تغزلت كثيراً غاية الأمر أن المتأخرين ألطف فمن وصفهم الجيد في ضمن غيره قول بعضهم:
لها جيد أمّ الخشف ريعت فأقبلت ... ووجه كفر الشمس ريان مشرق
نام کتاب : تزيين الأسواق في أخبار العشاق نویسنده : الأنطاكي، داود جلد : 1 صفحه : 180