نام کتاب : جمع الجواهر في الملح والنوادر نویسنده : الحُصري القيرواني جلد : 1 صفحه : 106
وقلت لامرأتي:
أطوّف ما أُطوّف ثم آوي ... إلى بيت قعيدته لكاع
واطلعت في بئر فرأيت وجهي قبيحاً فقلت:
أبت شفتاي اليوم إلاّ تكلّما ... بسوءٍ فلا أدري لمن أنا قائله
أرى لي وجهاً قبّح الله خلقه ... فقبّح من وجهٍ وقبّح حامله
فتبسم عمر، وقال: فإن عفونا عنك، أتهجو بعدها أحداً؟ قال: لا يا أمير المؤمنين، وعلي بذلك عهد الله! فقال: لكأني بفتىً من قريش قد نصب لك نمرقة، فاتكأت عليها، وأقبلت تنشده في أعراض المسلمين. قال: أعوذ بالله يا أمير المؤمنين.
قال بعض الرواة: فوالله لقد رأيته عند عبيد الله بن زياد على الحال التي ذكر عمر، فقلت له: لكأن أمير المؤمنين عمر كان حاضراً لك اليوم، فتأوه. وقال: رحم الله ذلك المرء، فما أصدق فراسته!
من مليح ما قيل في المرآة
ومن مليح ما قيل في مرآة، قول كشاجم يصف مرآة أهداها:
أخت شمس الضحى في الشكل والإش ... راق غير الإعشاء للأجفان
ذات طوق مشرّف من لجينٍ ... أجريت فيه صفرة العقيان
فهو كالهالة المحيطة بالبد ... ر لستّ مضين بعد ثمان
وعلى ظهرها فوارس تلهو ... ببزاةٍ تعدو على غزلان
لك فيها إذا تأمّلت فألٌ ... حسن مخبر بنيل الأماني
لم يكن قبلها في الماء جرم ... حاصرٌ نفسة بغير أوان
هي شمسٌ فإن مثالك يوماً ... لاح فيها فأنتما شمسان
فالقها منك بالّذي ما رآه ... خائفٌ فانثنى بغير أمان
وقال ابن المعتز:
مبيّنتي لي كلّما رمت نظرةً ... وناصحتي مع فقد كلّ صديق
يقابلني منها الذي لا عدمته ... بلجّة ماءٍ وهو غير غريق
أشار في البيت الأول إلى قول ذي الرمة وذكر ناقته:
لها أذنٌ حشرٌ وذفرى أسيلةٌ ... وخدٌّ كمرآة الغريبة أسجح
يريد أن الغريبة لا ناصح لها، فهي تجلو مرآتها وتحافظ عليها. ابن يونس يصف غلاماً
وقال أبو الحسن بن يونس المصري يصف غلاماً:
يجري النسيم على غلالة خدّه ... وأرقّ منه ما يمرّ عليه
ناولته المرآة ينظر وجهه ... فعكست فتنة ناظريه إليه
وأهدى بعض الكتاب إلى رئيسه مرآة؛ فقال: من أين وقع اختيارك عليها؟ قال: لتذكرني بها كلما نظرت إلى وجهك الحسن.
بين سقراط وامرأته
وقالت امرأة سقراط له: ما أقبح وجهك! قال: لولا أنك من المرايا الصدئة لتبين لك حسن وجهي.
وكانت امرأته كثيرة الأذى له؛ أقبلت يوماً تشتمه وهو ملح ينظر في كتاب ولا يلتفت إليها، وهي تغسل ثوباً، فأخذت الغسالة وأراقتها عليه. فقال: ما زلت تبرقين وترعدين حتى أمطرت.
ولما مضي به ليقتل أقبلت تبكي وتصيح: وامظلوماه. فقال: أكان يسرك أن أقتل ظالماً؟ ومر هو وغيره من الحكماء بامرأة مصلوبة، فقال: ليت يثمر لنا مثل هذا الثمر.
من ملح أبي العيناء
سرق حمر أبي العيناء فتخلف عن أبي الصقر. فقال له: ما خلفك عنا يا أبا عبد الله؟ قال: سرق حماري. قال: وكيف سرق؟ قال: لم أكن مع اللص فأخبرك! قال: ما منعك أن تأتينا على غيره. قال: أقعدني عن الشراء قلة ذات يساري، وعن الكراء دالة المكاري، وعن الإعارة منة العواري.
وقيل له: ما بقي أحد يحب أن يلقى، قال: إلا في بئر!
الأنوف الكبيرة
وذكر له ولد عيسى بن موسى، وكانت أنوفهم كباراً معوجة فقال: كأن أنوفهم قبور نصبت على غير القبلة.
ونظر مخنث رجلاً كبير الأنف فيه شعر. فقال: كأن أنفه كنيف مملوء شسوعاً.
قال أبو حاتم السجستاني: قدم علينا أعرابي كأن أنفه كوز في عظمه، فضحكنا منه. فقال: أتضحكون من أنفي؟ وأنا ولله ما اسمي في قومي إلا الأفطس.
وقال محمد بن عبد الملك الزيات في عيسى بن زينب:
إنّ عيسى أنف أنفه ... أنفه ضعفٌ لضعفه
لو تراه وهو في السر ... ج وقد مال بعطفه
لحسبت الأنف في السر ... ج وعيسى مثل ردفه
رجع إلى ملح أبي العيناء
قال أبو العيناء لابنه وهو مريض: أي شيء تشتهي؟ قال: اليتم.
نام کتاب : جمع الجواهر في الملح والنوادر نویسنده : الحُصري القيرواني جلد : 1 صفحه : 106