نام کتاب : جمع الجواهر في الملح والنوادر نویسنده : الحُصري القيرواني جلد : 1 صفحه : 131
لا تعذلوني فإنّي من تذكّرها ... نشوان هل يعذل الصاحون سكرانا
لم أدر ما وصفها يقظان قد علمت ... وقد لهوت بها في النّوم أزمانا
باتت تناولني فاها فألثمه ... جنّيّة زوّجت في النّوم إنسانا
وقال:
يا قرّة العين إني لا أُسّميك ... أكني بأُخرى أُسمّيها وأعنيك
أخشى عليك من الجيران واحدةً ... أو سهم غيران يرميني ويرميك
يا أطيب النّاس ريقاً غير مختبرٍ ... إلاّ شهادة أطراف المساويك
قد زرتنا مرّةً في الدهر واحدةً ... عودي ولا تجعليها بيضة الديك
يا رحمة الله حلّي في منازلنا ... حسبي برائحة الفردوس من فيك
إنّ الذي بات مغبوطاً بنعمته ... كفّ تمسّك أو كفّ تعاطيك
يسرني وجهك المعشوق مقبلةً ... وإن توليت راعتني تواليك
كأنّ مسكاً وريحاناً وغاليةً ... ما بين حجلك أو أعلى ذفاريك
وقال:
لم يطل ليلي ولكن لم أنم ... ونفى عني الكرى طيفٌ ألم
رفّهي يا عبد عني واعلمي ... أنّني يا عبد من لحمٍ ودم
إنّ لي جسماً ضعيفاً ناحلاً ... لو توكّأت عليه لانهدم
ختم الحبّ لها في عنقي ... موضع الخاتم من أهل الذمم
وإذا قلت لها جودي لنا ... خرجت بالصّمت من لا ونعم
قال مروان بن أبي حفصة: أنشدني بشار هذه القصيدة فلما بلغ هذا البيت قلت له: جعلني الله فداك أبا معاذ! هلا قلت: خرست، قال لي: فض الله فاك؛ إني إذاً لفي عقلك! أتطنز علي من أن أجيب بالخرس!
نسب بشار
وبشار مولى لعقيل بن كعب، وهو يفتخر في شعره بالمضرية.
ولما دخل على المهدي في أول دخلاته قال: فيمن تعتد؟ قال: أما اللسان فعربي، وأما الأصل فكما قلت:
ونبّئت قوماً لهم إحنةٌ ... يقولون ماذا وأنت العلم
ألا أيّها السائلي جاهلاً ... ليعرفني أنا أنف الكرم
نمت في الكرام بني عامر ... فروعي وأصلي قريش العجم
وإني لأُغني مقام الفتى ... وأُصبي الفتاة ولا تعتصم
البيت الأول يشبه قول جميل:
فليت رجالاً فيك قد نذروا دمي ... وهمّوا بقتلي يا بثين لقوني
يقولون لي أهلاً وسهلاً ومرحباً ... ولو ظفروا بي ساعةً قتلوني
إذا ما رأوني مقبلاً من ثنيّةٍ ... يقولون: من هذا؟ وقد عرفوني
وفي هذه القصيدة يقول بشار
أصفراء ليس الفتى صخرة ... ولكنّه نصب همٍّ وغم
صببت هواك على قلبه ... فباح وأعلن ما قد كتم
وبيضاء يضحك ماء الشبا ... ب في وجهها لك إذ تبتسم
دوار العذارى إذا زرنها ... أطفن بحوراء مثل الصّنم
وفيها يقول يمدح عمر بن العلاء:
إذا أيقظتك حروب العدى ... فنبّه لها عمراً ثم نم
فتىً لا ينام على دمنةٍ ... ولا يشرب الماء إلاّ بسم
دعاني إلى عمرٍ جوده ... وقول العشيرة بحرٌ خضم
ولولا الذي ذكروا لمن أكن ... لمدح ريحانةً قبل شم
يلذّ العطاء وسفك الدماء ... ويغدو على نقمٍ أو نعم
تطوف العفاة بأبوابه ... طواف الحجيج ببيت الحرم
إذا عرض اللهو في صدره ... بدا بالعطايا وضرب البهم
وجال اللّواء على رأسه ... يدوّم كالمضرحيّ القرم
وقال بشار:
حيّيا صاحبيّ أمّ العلاء ... واحذرا طرف عينها الحوراء
عذّبتني بالحبّ عذّبها اللّ ... هـ لما تشتهي من الأهواء
إنّ في عينها دواءً وداءً ... لمحبّ، والداء قبل الدواء
يقول فيها يمدح عقبة بن سلم الهنائي:
مالكيٌّ ينشقّ عن كفّه الجو ... د كما انشقّت الدّجا عن ضياء
إنما لذّة الجواد ابن سلمٍ ... في عطاءٍ لراغبٍ أو لقاء
نام کتاب : جمع الجواهر في الملح والنوادر نویسنده : الحُصري القيرواني جلد : 1 صفحه : 131