responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت    جلد : 1  صفحه : 111
زبراء كاهنةً؛ فقالت لخويلة: انطلق بنا إلى قومك أنذرهم، فأقبلت خويلة تتوكأ على زبراء، فلما أبصرها القوم، قاموا إجلالًا لها. فقالت: "يا ثمر الأكباد، وأنداد[1] الأولاد، وشجا[2] الحساد، هذه زبراء، تخبركم عن أنباء، قبل انحسار الظلماء، بالمؤيد[3] الشنعاء، فاسمعوا ما تقول". قالوا: وما تقولين يا زبراء؟ قالت:
"واللوح[4] الخافق، والليل الغاسق[5]، والصباح الشارق، والنجم الطارق[6]، والمزن الوادق[7]، إن شجر الوادي ليأدو ختلًا[8]، ويخرق أنيابًا عصلًا[9]، وإن صخر الطود لينذر ثكلًا[10]، لا تجدون عنه معلًا11".
فوافقت قومًا أشارى[12] سكارى، فقالوا: "ريح خجوج[13]، بعيدة ما بين الفروج، أتت زبراء بالأبلق النتوج14".
فقالت زبراء: "مهلًا يا بني الأعزة، والله إني لأشم ذفر[15] الرجال تحت الحديد"

[1] أنداد: جمع ند بالكسر، وهو المثل والنظير.
[2] الشجا: ما اعترض في الحلق من عظم ونحوه.
[3] المؤيد: الداهية والأمر العظيم.
[4] اللوح بالضم والفتح "والضم أعلى": الهواء بين السماء والأرض.
[5] غسق الليل كجلس: اشتدت ظلمته.
[6] الطارق: في الأصل، كل من أتى ليلًا، ثم استعمل النجوم لطلوعها ليلًا.
[7] المزن: السحاب أو أبيضه أو ذو الماء، والوادق من ودق المطر كوعد: قطر.
[8] أدوت له آدو أدوا إذا ختلته وخدعته "ودأيت له، ودألت له أيضًا" والختل: الخدع.
[9] حرق أنيابه: إذا حك بعضها ببعض، والعرب تقول عند الغضب بغضبه الرجل على صاحبه: "هو يحرق على الأرم" والأرم كسكر: الأضراس، والعصل: المعوجة جمع أعصل.
[10] الطود: الجيل، والثكل، الفقد.
11 المعل: المنجى.
[12] الأشر محركة: المرح.
[13] الخجوج: السريع المر.
14 الأبلق: وصف من البلق محركة، وهو ارتفاع البياض في قوائم القرس إلى الفخذين، والأبلق لا يكون نتوجًا، والعرب تضرب هذا مثلًا للشيء الذي لا ينال، تقول "طلب الأبلق العقوق؛ فلما فاته أراد بيض الأتوق" والعقوق كصبور: الحامل، والأفوق كصبور أيضًا، الذكر من الرخم ولا بيض له، هذا قول بعض اللغويين؛ فالمعنى أنه طلب ما لا يمكن، فلما لم يجد طلب أيضًا ما لا يكون ولا يوجد، وعامتهم يقولون: الأنوق الرخمة وهي تبيض في مكان لا يوصل فيه إلى بيضها إلا بعد عناء؛ فالمعنى أنه طلب ما لا يقدر عليه، فلما لم ينله طلب ما يجوز أن يناله.
[15] الذفر: حدة الريح، يكون في النتن والطيب "والدفر لا يكون إلا في النتن".
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت    جلد : 1  صفحه : 111
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست