نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 1 صفحه : 175
قومه بتصديقه، والإيمان به، والمؤاساة له، والصبر معه على شدة أذى قومهم لهم، وتكذيبه إياهم، وكل الناس مخالف زار[1] عليهم؛ فلم يستوحشوا لقلة عددهم، وشنف[2] الناس لهم، وإجماع قومهم عليهم؛ فهم أول من عبد الله في الأرض، وآمن بالله وبالرسول، وهم أولياؤه وعشيرته، وأحق الناس بهذا الأمر من بعده، ولا ينازعهم ذلك إلا ظالم، وأنتم يا معشر الأنصار من لا ينكر فضلهم في الدين، ولا سابقتهم العظيمة في الإسلام، رضيكم الله أنصارًا لدينه ورسوله، وجعل إليكم هجرته وفيكم جلة أزواجه وأصحابه؛ فليس بعد المهاجرين الأولين عندنا بمنزلتكم؛ فنحن الأمراء، وأنتم الوزراء، لا تفتاتون بمشورة ولا تقضى دونكم الأمور".
"هذا رواية الطبري لتلك الخطبة، وأوردها غيره بنص آخر، وها كه". [1] زرى عليه زراية: عابه. [2] شنف له كفرح: أبغضه وتنكره فهو شنف.
30- نص آخر لخطبة أبي بكر يوم السقيفة:
حمد الله وأثنى عليه، ثم قال:
"أيها الناس: نحن المهاجرون، أول الناس إسلامًا، وأكرمهم أحسابًا، وأوسطهم دارًا، وأحسنهم وجوهًا، وأكثر الناس ولادة في العرب، وأمسهم رحمًا برسول الله صلى الله عليه وسلم، أسلمنا قبلكم، وقدمنا في القرآن عليكم؛ فقال تبارك وتعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ} [التوبة: 100] فنحن المهاجرون وأنتم الأنصار. إخواننا في الدين. وشركاؤنا في الفيء[1]، وأنصارنا على العدو، آويتم وواسيتم، فجزاكم الله خيرًا، فنحن الأمراء، وأنتم الوزراء، [1] الغنيمة والخراج.
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 1 صفحه : 175