نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 1 صفحه : 207
عنقه في غير حد خير له من أن يخوض غمرات الدنيا، يا هادي الطريق جرت إنما هو والله الفجر أو البجر1".
فقلت: خفض عليك يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن هذا يهيضك[2] إلى ما بك، فوالله ما زلت صالحًا مصلحًا، لا تأسى على شيء فاتك من أمر الدنيا، ولقد تخليت بالأمر وحدك فما رأيت إلا خيرًا.
"تهذيب الكامل [1]: [6]، وإعجاز القرآن 116، والعقد الفريد [2]: 208، وتاريخ الطبري [4]: 52". [1] الشر والأمر العظيم. يقول: إن انتظرت حتى يضيء لك الفجر والطريق أبصرت قصدك، وإن خبطت الظلماء وركبت العشواء هجمًا بك على المكروه، وضرب ذلك مثلًا لغمرات الدنيا وتحييرها أهلها. [2] هاض العظم: كسره بعد الجبور.
73- خطبة السيدة عائشة في الانتصار لأبيها:
يروى أنه بلغ عائشة رضي الله عنها أن أقوامًا يتناولون أبا بكر رضي الله عنه فأرسلت إلى أزفلة[1] من الناس، فلما حضروا أسدلت[2] أستارها، وعلت وسادها، ثم قالت:
"أبي وما أبيه، أبي والله لا تعطوه الأيدي[3]، وذاك طود منيف[4]، وفرع[5] مديد، هيهات كذبت الظنون، أنجح[6] إذ أكديتم، وسبق إذ ونيتم[7]، سبق الجواد إذا استولى على الأمد[8]، فتى قريش ناشئًا، وكهفها[9] كهلًا، يفك عانيها، ويريش[10] مملقها، ويرأب شعبها[11]، ويلم شعثها، حتى حليته[12] قلوبها، ثم [1] جماعة. [2] سدله يسدله: كنصر وضرب وأسدله أرخاه. [3] تتناوله. [4] الطود: الجبل، والمنيف: المشرف. [5] فرع كل شيء أعلاه، ومن القوم شريفهم. [6] أنجح: صر ذا نجح. [7] الكدية: بضم فسكون الأرض الغليظة، والصفاة العظيمة الشديدة، وحفر فأكدى إذا صادفها فلا يمكنه الحفر "وسأله فأكدى وجده مثلها": وونيتم أي فترتم وضعفتم. [8] الغاية والمنتهى. [9] الكهف: الوزر والملجأ، والكهل من جاوز الثلاثين أو أربعًا وثلاثين إلى إحدى وخمسين. [10] راش السهم يريشه ألزق عليه الريش كريشه، والمراد يعينه ويساعده. [11] يصلح. والشعب: الصدع. [12] حل الشيء: استحلاه.
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 1 صفحه : 207