نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 1 صفحه : 258
129- رثاء معاذ بن جبل لأبي عبيدة:
"رحمك الله يا أبا عبيدة، فوالله لاثنين عليك بما علمت، والله لا أقول باطلًا، أخاف أن يلحقني من الله مقت، كنت والله –ما علمت- من الذاكرين الله كثيرًا، ومن الذين يمشون على الأرض هونا، وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما، ومن
128- خطبة معاذ بن جبل عند موت أبي عبيدة:
فقام معاذ بن جبل في الناس فقال:
"يأيها الناس، توبوا إلى الله من ذنوبكم توبة، فإن عبدًا أن يلقى الله عز وجل تائبًا من ذنبه، كان حقًّا على الله أن يغفر له ذنوبه، ومن كان عليه دين فليقضه، فإن العبد مرتهن بدينه، ومن أصبح منكم مصارمًا[1] مسلمًا فليلقه وليصالحه إذا لقيه وليصافحه، فإنه لا ينبغي لمسلم أن يهجر أخاه المسلم أكثر من ثلاثة أيام، والذنب في ذلك عند الله، وأنكم أيها المسلمون قد فجعتم برجل والله ما أزعم أني رأيت منكم عبدًا من عباد الله قط أقل غمرا[2]، ولا أبر صدرًا، ولا أبعد من الغائلة[3]، ولا أنصح للعامة، ولا أشد عليهم تحننا وشفقة منه، فترحموا عليه ثم احضروا الصلاة عليه، غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، والله لا يلي عليكم بعده مثله أبدًا".
فاجتمع الناس، وأخرج أبو عبيدة، وتقدم معاذ فصلى عليه، حتى إذا أتى به قبره، دخل قبره معاذ وعمرو بن العاص والضحاك بن قيس، فلما وضعوه في قبره، وخرجوا منه، فسفوا عليه التراب، قال معاذ: [1] مقاطعا. [2] الغمر: الحقد. [3] الأمر النكر.
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 1 صفحه : 258