نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 1 صفحه : 259
131- وصية لمعاذ بن جبل:
ثم صلى ورجع إلى منزله، فإذا هو بابنه عبد الرحمن قد طعن، فلم يلبث إلا قليلًا حتى مات يرحمه الله، وصلى عليه معاذ، ثم دفنه، فلما رجع معاذ إلى منزله طعن، فاشتد به وجعه، وجعل أصحابه يختلفون إليه، فإذا أتاه أصحابه أقبل عليهم، فقال لهم:
130- ابن العاص ومعاذ والطاعون:
وصلى معاذ بالناس أيامًا، واشتد الطاعون، وكثر الموت في الناس، فلما رأى ذلك عمرو بن العاص قال: أيها الناس، إن هذا الطاعون هو الرجز الذي عذب الله به بني إسرائيل مع الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم، وأمر الناس بالفرار منه، فأخبر معاذ بقول عمرو، فقال: ما أراد إلى ما يقول ما لا علم له به، ثم جاء معاذ حتى صعد المنبر.
فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ذكر الوباء فقال: ليس كما قال عمرو، ولكنه رحمة بكم، ودعوة نبيكم، وموت الصالحين قبلكم، اللهم أعط معاذًا وآل معاذ منه النصيب الأوفر.
الذين يبيتون لربهم سجدًا وقيامًا، ومن الذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا، وكان بين ذلك قواما، وكنت والله -ما علمت- من المخبتين المتواضعين، ومن الذين يرحمون اليتيم والمسكين، ويبغضون الجفاة والمتكبرين".
ولم يكن أحد من الناس كان أشد جرعًا على فقد أبي عبيدة وعلى موته ولا أطول حزنًا عليه من معاذ بن جبل.
"فتوح الشام ص242".
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 1 صفحه : 259