نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 1 صفحه : 281
158- أبو زبيد الطائي يصف الأسد:
قال عثمان بن عفان رضي الله عنه يومًا لأبي زبيد: حرملة بن المنذر الطائي –وكان نصرانيًا- يا أخا تبع المسيح، أسمعنا بعض قولك، فقد أنبئت أنك تجيد، فأنشده قصيدة له في وصف الأسد، فقال عثمان: تالله تفتأ تذكر الأسد ما حييت! والله إني لأحسبك جبانًا هرابًا، قال: كلا، يا أمير المؤمنين، ولكني رأيت منه منظرًا، وشهدت منه مشهدًا، لا يبرح ذكره يتجدد ويتردد في قلبي، ومعذور أنا يا أمير المؤمنين غير ملوم، فقال له عثمان: وأنى كان ذلك؟ قال:
"خرجت في صُيَّابَة[1] أشراف من أبناء قبائل العرب، ذوي هيئة وشارة[2] حسنة، ترمى بنا المهارى[3] بأكسائها[4]، ونحن نريد الحارث بن أبي شمر الغساني ملك الشأم، فاخروَّط[5] بنا السير في حمارة القيظ، حتى إذا عصبت الأفواه، وذبلت الشفاه، وشالت[6] المياه، وأذكت الجوزاء المعزاء[7]، وذاب الصيهب[8]، وصر الجندب[9] وأضاف العصفور الضب في وكره، وجاوره في جحره، قال قائل: أيها الركب، غوروا[10] بنا في دوح هذا الوادي، وإذا واد قد بدا لنا كثير الدغل[11]، دائم الغلل12 [1] الصيابة بالتشديد وتخفف: الخالص والصميم والخيار من الشيء. [2] الشارة: الهيئة واللباس والزينة، والجمال. [3] مهرة بن حيدان "بفتح الميم والحاء": حي تنسب إليه الإبل المهرية، وجمعها مهارى "بفتح الميم والراء" ومهار "منقوصًا" ومهاري. [4] الأكساء: جمع كسء "كقفل وعنق" وكسء كل شيء: مؤخره. [5] اخروط بهم الطريق: طال وامتد. [6] قلَّت. [7] أذكت: أشعلت، والمعزاء من المعز بالتحريك: وهو الصلابة، مكان أمعز وأرض معزاء، كناية عن اشتداد الحر. [8] الصيهب: الصخرة الصلبة والموضع الشديد، وكل موضع تحمى عليه الشمس حتى ينشوي اللحم عليه. [9] نوع من الجراد، وصر: صوت. [10] الغور والغئور: الدخول في الشيء. والدوح: جمع دوحة، وهي الشجرة العظيمة. [11] الدغل: الشجر الكثير الملتف، واشتباك النبت وكثرته.
12 الغلل: الماء الذي يجري بين الشجر.
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 1 صفحه : 281