نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 1 صفحه : 29
أبناء أدد[1] إني لأعزها جارًا، وأكرمها جوارًا وأمنعها دارًا، ولقد أقام وافرًا، وزال شاكرًا؛ فقال له المنذر: "يا عام، وإنك لتخال هضيبات أجأ ذات الوبار[2]، وأفنيات سلمى ذات الأغفار[3]، وما نعاتك من المجر[4] الجرار، ذي العدد الكثار[5] والحصن والمهار[6] والرماح الحرار[7]، وكل ما مضى الغرار[8]، بيد كل مسعر كريم النجار[9]؟ قال عامر: أبيت اللعن، إن بين تلك الهضيبات والرعان[10] والشعاب والمصدان[11] لفتيانًا أبطالًا، وكهولًا أزوالًا[12]، يضربون القوانس[13] ويستنزلون الفوارس، بالرماح المداعس[14] لم يتبعوا الرعاء[15]، ولم ترشحهم[16] الإماء؛ فقال الملك: يا عام لو قد تجاوبت الخيل في تلك الشعاب صهيلًا؛ كانت الأصوات قعقعة17 وصليلًا، وفغر الموت[18]، وأعجز الفوت، فتقارشت الرماح[19] وحمي السلاح، لتساقى قومك كأسًا لا صحو بعدها؛ فقال مهلًا أبيت اللعن، إن شرابنا وبيل، [1] هو أدد بن زيد بن يشجب "بضم الجيم" بن عريب "بفتح العين" بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، وبنو أدد: هم مذحج وطيئ والأشعر. [2] الوبار: شجرة حامضة شائكة. [3] الغفر بالتحريك: صغار الكلأ. [4] المجر: الجيش العظيم. [5] الكثير. [6] الحصن: جمع حصان، وهو الفرس الذكر، والمهار: جمع مهر، وهو ولد الفرس. [7] الحرار والأحرار: جمع حر، وهو خيار كل شيء. [8] الغرار: حد الرمح والسهم والسيف. [9] يقال هو مسعر حرب: أي موقد نارها كأنه آلة لسعر الحرب أي إيقادها، والنجار: الأصل. [10] الرعان: جمع رعن "كشمس" وهو أنف يتقدم الجبل، والجبل الطويل ويجمع أيضًا على رعون. [11] الشعب: بالفتح الجبل، وبالكسر: الطريق في الجبل، ومسيل الماء في بطن أرض، أو ما انفرج بين الجبلين، المصد "كشمس وكتف" والمصاد "كسحاب" الهضبة العالية وجمعه أمصدة ومصدان. [12] أزوال: جمع زوال، وهو الشجاع. [13] القوانس: جمع قونس كجعفر، والقونس والقونوس: أعلى بيضة الحديد. [14] المداعس: جمع مدعس، وهو الرمح الذي لا ينثني. [15] الرعاء: بالضم والكسر، الرعاة: جمع راع. [16] الترشيح: التربية.
17القعقعة: حكاية صوت السلاح، وتحريك الشيء اليابس الصلب مع صوت. [18] فغر الموت فاه: أي فتحه. [19] تقارشت الرماح: تداخلت في الحرب.
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 1 صفحه : 29