نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 1 صفحه : 291
168- خطبة علي بالربذة:
روى الطبري قال:
لما أتى عليًّا الخبر –وهو بالمدينة- بأمر عائشة وطلحة والزبير أنهم قد توجهوا نحو العراق، خرج يبادر وهو يرجو أن يدركهم ويردهم، فلما انتهى إلى الربذة[1] أتاه عنهم أنهم قد أمعنوا، فأقام بالربذة أيامًا، وبقي بها يتهيأ، وأرسل إلى المدينة، فلحقه ما أراد من دابة وسلاح، وقام في الناس فخطبهم وقال:
"إن الله عز وجل أعزنا بالإسلام، ورفعنا به، وجعلنا به إخوانًا بعد ذلة وقلة، وتباغض وتباعد، فجرى الناس على ذلك ما شاء الله، الإسلام دينهم، والحق فيهم، والكتاب إمامهم، حتى أصيب هذا الرجل بأيدي هؤلاء القوم الذين نزغهم الشيطان، لينزغ بين هذه الأمة، ألا إن هذه الأمة لا بد مفترقة كما افترقت الأمم قبلهم، فنعوذ بالله من شر ما هو كائن. [1] قرب المدينة.
"يا بني أسد: إن عدي بن حاتم ضمن لعلي قومه، فأجابوه، وقضوا عنه ذمامه[1]، فلم يعتل الغني بالغنى، ولا الفقير بالفقر، وواسى بعضهم بعضًا حتى كأنهم المهاجرون في الهجرة، والأنصار في الأثرة[2]، وهم جيرانكم في الديار، وخلطاؤكم[3] في الأموال، فأنشدكم الله لا يقول الناس غدًا: نصرت طيئ، وخذلت بنو أسد، وإن الجار يقاس بالجار، كالنعل بالنعل، فإن خفتم، فتوسعوا في بلادهم، وانضموا إلى جبلهم، وهذه دعوة لها ثواب من الله في الدنيا والآخرة".
"الإمامة والسياسة [1]: 46". [1] العهد والحرمة. [2] أي يؤثر كل منهم أخاه على نفسه، ويفضله كما فعل الأنصار بالمهاجرين {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} . [3] الخلطاء: جمع خليط، وهو الشريك.
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 1 صفحه : 291