responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت    جلد : 1  صفحه : 320
على الله، وثق به، واشخص بنا إلى هذا العدو راشدًا مُعانًا، فإن يرد الله بهم خيرًا لا يتركوك، رغبة عنك إلى من ليس له مثل سابقتك وقدمك، وإلا ينيبوا ويقبلوا، وأبوا إلا حربنا نجد حربهم علينا هينا، ونرجو أن يصرعهم الله مصارع إخوانهم ثم[1] بالأمس".

[1] هناك، يريد البصرة.
208- خطبة عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي:
ثم قام عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي فقال:
"يا أمير المؤمنين: إن القوم لو كانوا الله يريدون، ولله يعملون، ما خالفونا، ولكن القوم إنما يقاتلوننا فرارًا من الأسوة[1]، وحبًّا للأثرة[2]، وضنًّا بسلطانهم، وكرهًا لفراق دنياهم التي في أيديهم، وعلى إحن[3] في نفوسهم، وعداوة يجدونها في صدورهم، لوقائع أوقعتها يا أمير المؤمنين بهم قديمة، قتلت فيها آباءهم وأعوانهم" ثم التفت إلى الناس فقال: "كيف يبايع معاوية عليا، وقد قتل أخاه حنظلة، وخاله الوليد، وجده عتبة، في موقف واحد[4] والله ما أظنهم يفعلون، ولن يستقيموا لكم دون أن تقصف فيهم قنا المران[5]، وتقطع على هامهم[6] السيوف، وتنثر حواجبهم بعمد الحديد، وتكون أمور جمة بين الفريقين".

[1] الأسوة بالضم والكسر: القدوة: أي فرارًا من أن يكونوا تابعين لك مسودين وأن تكون لهم إمامًا وسيدًا.
[2] استأثر على أصحابه: اختار لنفسه أشياء حسنة، والاسم الأثرة.
[3] جمع إحنة، وهي الحقد والعداوة. أي ويقاتلوننا على إحن: أي من أجلها.
[4] هو جده لأمه عتبة بن أبي ربيعة، وقد قتلهم علي يوم بدر، وفي كتاب بعث به الإمام إلى معاوية يقول: "فأنا أبو حسن قاتل جدك وخالك وأخيك شدخا يوم بدر وذلك السيف معي".
[5] القنا: الرماح جمع قناة، والمران: الرماح الصلبة اللدنة، الواحدة مرانة، وشجر، والإضافة على المعنى الأول على حد قوله تعالى: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ} –إن فسر العرم بالمطر الشديد- "وفسر أيضًا بالأحباس والسدود تبني في الأودية، وبالجرذ، وبواد جاء السيل من قبله" وعلى المعنى الثاني: أي القنا المتخذة من الشجر.
[6] الهام جمع هامة: وهي الرأس.
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت    جلد : 1  صفحه : 320
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست