نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 1 صفحه : 34
16- مقال قبيصة بن نعيم لامرئ القيس بن حجر:
قدم علي امرئ القيس بن حجر الكندي بعد مقتل أبيه رجال من قبائل بني أسد وفيهم قبيصة بن نقيم يسألونه العقو عن دم أبيه[1]؛ فخرج عليهم في قباء وخفة وعمامة سوداء -وكان العرب لا تعتم بالسواد في الترات- فلما نظرو إليه قاموا له، وبدر إليه قبيصة فقال:
"إنك في المحل والقدر، والمعرفة بتصرف الدهر، وما تحدثه أيامه، وتنتقل به أحواله؛ بحيث لا تحتاج إلى تذكير من واعظ، ولا تبصير من مجرب، ولك من سودد منصبك، وشرف أعراقك[2]، وكرم أصلك في العرب، محتد[3] يحتمل ما حمل عليه [1] وكانت بنو أسد "وهم من المضرية" خاضعة لموك كندة، وآخر ملك عليهم هو حجر أبو امرئ القيس، وقد ثاروا عليه وقتلواه؛ لأنه كان قد عسف في حكمه لهم، واشتط عليهم في الإتاوة التي يؤدونها إليه. [2] الأعراق: جمع عرق وهو أصل كل شيء. [3] المحتد: الأصل.
أتاني البرجمي أبو جبيل ... لهم في حمالته طويل
فقلت له خذ المرباع رهوًا ... فإني لست أرضى بالقليل1
على حال، ولا عودت نفسي ... على علاتها عال البخيل
فخذها إنها مائتا بعير ... سوى الناب الرذية والفصيل2
فلا من عليك بها؛ فإني ... رأيت المن يزري بالجزيل
فآب البرجمي وما عليه ... من اعباء الحمالة من فتيل
يجر الذيل ينفض مذرويه ... خفيف الظهر من حمل ثقيل3
"ذيل الأمالى 22، والأغاني 7: 145". [1] يقال: آتيك به رهوًا أي آتيك به عفوًا سهلًا لا احتباس فيه. [2] الناقة المسنة، والرذية: مؤنث الرذي، وهو الضعيف من كل شيء ومن أثقله المرض. [3] المذروان. أطراف الألية بلا واحد أو هو المذري، ومن الرأس ناحيتاه، ويقال جاء ينفض مذرويه. أي باغيًا متهددًا.
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 1 صفحه : 34