نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 1 صفحه : 347
234- ومن كلام له كرم الله وجهه:
كان يقوله لأصحابه في بعض أيام صفين.
"معاشر المسلمين: استشعروا[1] الخشية، وتجلببوا السكينة، وعضوا على النواجذ[2]، فإنه أنبى للسيوف عن الهام[3]، وأكملوا اللأمة[4]، وقلقلوا السيوف في أغمادها، قبل سلها[5]، والحظوا الخزر[6]، واطعنوا الشزر[7]، ونافحوا بالظبا[8]، وصلوا السيوف بالخطا، واعلموا أنكم بعين[9] الله، ومع ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فعاودوا الكر، واستحيوا من الفر، فإنه عار في الأعقاب، ونار يوم الحساب، وطيبوا عن أنفسكم نفسا، وامشوا إلى الموت مشيا سجحًا[10]، وعليكم بهذا السواد[11] الأعظم، والرواق المطنب[12]، فاضربوا ثبجه[13]، فإن الشيطان كامن في كسره[14]، قد قدم للوثبة يدا، وأخر للنكوص رجلًا، فصمدًا صمدًا[15]، حتى ينجلي لكم عمود الحق، وأنتم الأعلون، الله معكم، ولن يتركم[16] أعمالكم".
"نهج البلاغة [1]: 57". [1] استشعر: لبس الشعار وهو ما يلي البدن من الثياب. وتجلبب: لبس الجلباب، والمراد: لازموا الخشية والسكينة. [2] النواجذ جمع ناجذ: أقصى الأضراس، ويعض المرء نواجذه حين يشتد غيظه، والمراد: استجمعوا كل قوتكم. [3] فإنه: الضمير فيه يعود على المصدر المفهوم من الفعل السابق: أي فإن العض على النواجذ أنبى للسيوف، أي أدعى إلى نبوها عن رءوسكم، نبا السيف عن الضريبة: كَلَّ، والهام: الرءوس جمع هامة. [4] اللأمة: الدرع، ويجوز أن يعبر باللأمة عن جميع أدوات الحرب، يريد أكملوا السلاح. [5] مخالفة أن تستعصي عن الخروج وقت سلها. [6] الخزر: النظر في أحد الشقين، وتلك أمارة الغضب. [7] الطعن في الجوانب يمينًا وشمالًا. [8] نافحوا: كافحوا وضاربوا، والظبا: جمع ظبة وهي حد السيف. [9] أي ملحوظون بها. [10] اللين: السهل. [11] العدد الكثير. يعني جمهور أهل الشأم. [12] الرواق: بكسر الراء وضمها الفسطاط، يريد به مضرب معاوية المطنب، أي المشدود بالأطناب "جمع طنب بضمتين، وهو الحبل" وكان معاوية في مضرب عليه قبة عالية وحوله صناديد أهل الشأم. [13] أي وسطه. [14] جانبه. [15] الصمد: القصد، صمده من باب نصر قصده. [16] لن ينقصكم منها شيئًا.
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 1 صفحه : 347