نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 1 صفحه : 38
وأبقى لك وعليك حكمته، واليوم غيمة، وصديق أتاك ولم تأته، طالت عليك غيبته، وستسرع عنك رحلته، وغد لا ندري من أهله، وسيأتيك إن وجدك؛ فما أحسن الشكر للمنعم، والتسليم للقادر، وقد مضت لنا أصول نحن فروعها؛ فما بقاء الفروع بعد أصولها، واعلم أن أعظم من المصيبة سوء الخلف منها، وخير من الخير معطيه، وشر من الشر فاعله". "العقد الفريد [2]: 35، نهاية الأرب 5: 164".
21- خطبة قس بن ساعدة الإيادي:
خطب قس بن ساعدة الإيادي بسوق عكاظ؛ فقال:
"أيها الناس: اسمعوا وعوا: من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آت آت، ليل داج[1]، ونهار ساج، وسماء ذات أبراج، ونجوم تزهر[2]، وبخار تزخر[3]، وجبال مرساة، وأرض مدحاة[4]، وأنهار مجراة. إن في السماء لخبرًا، وإن في الأرض لعبرًا، ما بال الناس يذهبون ولا يرجعون، أرضوا فأقاموا، أم تركوا فناموا؟ يقسم قس بالله قسمًا لا إثم فيه: إن لله دينًا هو أرضى له، وأفضل من دينكم الذي أنتم عليه، إنكم لتأتون من الأمر منكرًا. ويروى أن قسا أنشأ بعد ذلك يقول:
في الذاهبين الأوليـ ... ـن من القرون لنا بصائر
لما رأيت مواردا ... للموت ليس لها مصادر [1] مظلم. [2] تضيء وتتلألأ. [3] تمتلئ وترتفع. [4] مدحوة: أي مبسوطة، وإنما قال مدحاة لمراعاة السجع.
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 1 صفحه : 38