نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 1 صفحه : 425
324- خطبة الإمام وقد أغار الضحاك بن قيس على الحيرة 1:
ووجه معاوية الضحاك بن قيس فأغار على الحيرة وغنم أموال أهلها، وبلغ ذلك عليًًّا فاستصرخ الناس، فتقاعدوا عنه، فقام فيهم خطيبًا فقال:
"أيها الناس المجتمعة أبدانهم، المختلفة أهواؤهم، كلامكم يوهي الصم[2] الصلاب، وفعلكم يطمع فيكم الأعداء، تقولون في المجالس كيت وكيت[3]؛ فإذا جاء القتال قلتم حيدي حياد[4]، ما عزت دعوة من دعاكم، ولا استراح قلب من قاساكم، أعاليل بأضاليل[5]، دفاع ذي الدين المطول[6]، هيهات لا يمنع الضيم الذليل، ولا يدرك
1 شمالي الكوفة. [2] يوهي: يشق ويخرق، والصم: جمع أصم، وهو الحجر الصلب المصمت. [3] بفتح آخرهما ويكسر: أي كذا كذا. [4] حيدي حياد: كلمة يقولها الهارب الفار، من حاد حيدانًا بمعنى مال وانحرف، أي ابعدي وتنحي عني أيتها الحرب، وهي نظيرة قولهم "فيحى فياح" أي اتسعي. [5] الأضاليل: جمع أضلولة بالضم، وهي الضلال، وفي كتب اللغة: العلالة ""بالضم" والتعلة "كتحية"، والعلة "بالفتح" ما يتعلل به"، ولم أجد فيها كلمة أعاليل ولا مفردها ولا بد أن تكون جمع أعلولة بالضم: كأضاليل وأعاجيب وألاعيب ... إلخ. والمعنى إن أقوالكم هذه تعلل بأباطيل لا جدوى لها. [6] مبالغة في ماطل.
عن عواقب المساءة؟ فما يدرك بكم ثأر، ولا يبلغ بكم مرام؟ دعوتكم إلى نصر إخوانكم فجرجرتم[1] جرجرة الجمل الأسر[2] وتثاقلتم تثاقل النضو[3] الأدبر، ثم خرج إلي منكم جنيد متذائب[4] ضعيف؛ كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون".
"نهج البلاغة [1]: 46". [1] الجرجرة: صوت يردده البعير في حنجرته، وأكثر ما يكون ذلك عند الإعياء والتعب. [2] المصاب بداء السرر "بالتحريك"، وهو وجع في الكركرة "رحى زور البعير". [3] النضو: البعير المهزول، والأدبر: المدبور أي المجروح. [4] جنيد: تصغير جند، ومتذائب: أي مضطرب من قولهم: تذاءت الريح، أي اضطرب هبوبها، ومنه سمي الذئب ذئبًا لاضطراب مشيته.
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 1 صفحه : 425