نام کتاب : جواهر الأدب في أدبيات وإنشاء لغة العرب نویسنده : الهاشمي، أحمد جلد : 1 صفحه : 350
ويسمعهم وينظر إلى الله ويريهم وينقاد إلى الله ويقودهم فلا تكن يا أمير المؤمنين فيما ملكك الله كعبد إئتمنه الله سيده واستحفظه ماله وعياله فبدد المال وشرد العيال فأفقر أهله وفرق ماله واعلم يا أمير المؤمنين أن الله أنزل الحدود ليزجر بها عن الخبائث والفواحش فكيف إذا أتاها من يليها وأن الله أنزل القصاص حياة لعباده فكيف إذا قتلهم من يقتص منهم. واذكر يا أمير المؤمنين الموت وما بعده وقلة أشياعك عنده وأنصارك عليه فتزود له ولما بعده من الفرع الأكبر واعلم يا أمير المؤمنين أن لك منزلاً غير منزلك الذي أنت فيه يطول فيه ثواؤك ويفارقك أحباؤك يسلمونك في قعره فريداً وحيداً فتزود له ما يصحبك (يَوْمَ يَفِرّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ {34} وَأُمّهِ وَأَبِيهِ {35} وَصَاحِبَتِهُ وَبَنِيهِ) [عبس: 34 36] واذكر يا أمير المؤمنين (إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ {9} وَحُصّلَ مَا فِي الصّدُورِ) [العاديات: 9 10] فالأسرار ظاهرة، و (الْكِتَابِ لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إِلاّ أَحْصَاهَا) [الكهف: 49] ، فالآن يا أمير المؤمنين وأنت في مهل قبل حلول الأجل وانقطاع الأمل، لا تحكم يا أمير المؤمنين عباد الله بحكم الجاهلين ولا تسلك بهم سبيل الظالمين ولا تسلط المستكبرين على المستضعفين فإنهم لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة فتبوء بأوزارك وتحمل أثقالك وأثقالاً مع أثقالك ولا يغرنك الذين يتنعمون بما فيه بؤسك ويأكلون الطيبات في دنياهم بإذهاب طيباتك في آخرتك، لا تنظر إلى قدرتك اليوم ولكن انظر إلى قدرتك غداً وأنت مأسور في حبائل الموت وموقوف بين يدي الله في مجمع من الملائكة والنبيين والمرسلين، وقد عنت الوجوه للحي القيوم إني يا أمير المؤمنين وإن لم أبلغ بعظتي ما بلغه أولوا النهي من قبلي فلم آلك
نام کتاب : جواهر الأدب في أدبيات وإنشاء لغة العرب نویسنده : الهاشمي، أحمد جلد : 1 صفحه : 350