نام کتاب : جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الهاشمي، أحمد جلد : 1 صفحه : 185
«ط» كأنه سئل: أصدقوا في زعمهم أم كذبوا؟ ؟ فاجاب: صدقوا» (1)
ونحو: السيف اصدق أنباء من الكتب في حدّه الحدّ بين الجدّ واللعبِ
فكأنه استفَهم، وقال: لمَ كان السيف أصدق؟ ؟ : فأجاب بقوله: في حده: الخ
(1) وبيان ذلك بعبارة أخرى أنه إذا اجتمعت جملتان: فذلك على خمسة أحوال أولا - أن تكون الثانية بمعنى الأولى، أو جزءاً منها، فيجب ترك العطف لأن الشيء لا يعطف على نفسه، وكذا الجزء لا يعطف على كله.
فيقال حينئذ: إن بين الجملتين كمال الاتصال - ومواضعه:
«أ» أن تكون الثانية توكيداً للاولى - مثل قوله تعالى (ما هذا بشراً إن هذا إلا ملك كريم)
«ب» أن تكون الثانية بدلا من الأولى - مثل أطعت الله - أديت الصلاة.
«جـ» ان تكون الثانية بياناً للأولى - مثل بثني شكواه، قال إني لا أجد قوت يومي.
ثانياً - أن تكون الثانية مباينة للاولى تمام المباينة، فيجب ترك العطف لأن العطف يكون للربط، ولا ربط بين المتباينين، فيقال بين الجملتين كمال الانقطاع، ومواضع ذلك.
«أ» أن تختلفا خبراً وإنشاء مثل - مات فلان، رحمه الله.
إلا إذا أوهم ترك العطف خلاف المقصود فيجب العطف نحو لا وشفاك الله «ب» أن تنحدا خبرا وإنشاء، ولكن لا يوجد بينهما رابط، مثل القمر طالع - أكلت كثيرا
ثالثاً - أن تكون الجملتان متناسبتين وبينهما رابطة، ويسمى ذلك التوسط بين الكمالين - وذلك على نوعين
«أ» ألا يمنع من العطف مانع فيعطف - مثل اجتهدوا وتأدبوا.
«ب» أن يمنع من العطف مانع وهو عدم قصد التشريك في الحكم، فيمتنع العطف مثل قوله تعالى (وإذا خلو إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مشتهزئون الله يستهزىء بهم)
رابعا - أن تكون الثانية قوية الرابطة بالاولى، لانها جواب عن سؤال يفهم من الاولى، فهذه الرابطة القوية تمنع العطف، لأنها أشبهت حالة اتحاد الجملتين (ويسمى ذلك (شبه كمال الاتصال) - مثل رأيته مبتسما، أظنه نجح)
خامساً - أن تكون الأخيرة مناسبة للاولى، ولا مانع من عطفها عليها، ولكن يعرض حائل بينهما، وهو جملة أخرى ثالثة متوسطة، فلو عطفت الثالثة على الأولى لمناسبة لها، لتوهم أنها معطوفة على المتوسطة، فامتنع العطف بتاتا، وأصبحت الجملتان كأنهما منقطعتان بهذا الحائل - ويسمى ذلك (شبه كمال الانقطاع) ، نحو: قول الشاعر
وتظن سلمى أنني أبغي بها بدلا أراها فيِ الضلال تهيم
واعلم أن التركيب الذي تجاذبت فيه أسباب الوصل وتعاضدت دواعيه قد يفصل إما لمانع من تشريك الجملة الثانية مع الأولى ويسمى قطعا كما سبق، وإما لجعله جواب سؤال مقدر لأغناء السامع عنه، أو لكراهة سماعه له لو سأل، أو لكراهة انقطاع كلامه بكلام السائل، أو للاختصار، ويسمى الفصل لذلك استئنافا - كقوله:
في المهد ينطق عن سعادة جده أثر النجابة ساطع البرهان
على تقدير أنه جواب - كيف ينطق؟ ؟ وهو رضيع لم يبلغ أوان النطق!»
نام کتاب : جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الهاشمي، أحمد جلد : 1 صفحه : 185