نام کتاب : جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الهاشمي، أحمد جلد : 1 صفحه : 205
ونحو: قوله تعالى (ذلكَ جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور)
والتَّذييلُ «قسمان» قسمٌ يستقلُّ بمعناه، لجريانه مجرى المثل وقسمٌ لا يستقل بمعناه، لعدم جريانه مجرى المثل، فالأول: الجاري مجرى الأمثال، لاستقلال معناه، واستغنائه عما قبله كقول طرفةَ:
كلُّ خليل قد كنت خاللته لا ترك الله له واضحه
كلّكم أروغُ من ثعلب ما أشبه الليلة بالبارحة
والثاني: غير الجاري مجرى الأمثال، لعدم استغنائه عمّا قبله، ولعدم استقلاله بافادة المعنى المراد، كقول النّابغة:
لم يُبق جُودك لي شيئاً أؤمِّلهُ تركَتني أصحب الدنيا بلا أملِ
فالشطر الثاني: مؤكد للأول، وليس مستقلا عنه، فلم يجر مجرى المثل.
(9) ومنها الاحتراس - ويقال له التكميل، وهو أن يُؤتى في كلام يوهم خلاف المقصود، بما يدفع ذلك الوهم)
فالاحتراس: يوجد حينما ياتي المتكلم بمعنى، يمكن أن يدخل عليه فيه لومٌ، فيفطن لذلك: ويأتي بما يخلّصه، سواء أوقع الاحتراس في وسط الكلام.
كقول طرفة بن العبد:
فَسَقى ديارَك غير مُفسدها صوبُ الرَّبيع وَديمَةٌ تهمى (1)
فقوله: غير مفسدها: للاحتراس
أو وقع الاحتراس في آخره، نحو: (ويُعمون الطعام على حبه أي: مع حب الطعام: واشتهائهم له، وذلك أبلغ في الكرم، فلفظ على حبه فضلة للاحتراس ولزيادة التحسين في المعنى، وكقول أعرابية لرجل (أذلَّ الله كل عدوّ لك إلا نفسك) .
(10) ومنها التَّتميم - وهو زيادةُ فضلة، كمفعول - أو حال أو تمييز - أو جار ومجرور، توجد في المعنى حُسنا بحيث لو حذفت صار الكلام مبتذلا كقول ابن المعتز يصف فرساً
صَببنا عليها (ظالمين) سياَطنا فطارت بها أيد سراعٌ وأرجلُ
إذ لو حذف (ظالمين) لكان الكلام مُبتذلا، لا رقة فيه ولا طلاوة وتوهَّم أنها بليدة تستحق الضرب، ويُستحسن الإطناب في الصلح بين العشائر، والمدح، والثناء، والذّم والهجاء،
(1) لما كان دوام المطر مما يسبب الخراب، دفع هذا الوهم بقوله (غير مفسدها) .
نام کتاب : جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الهاشمي، أحمد جلد : 1 صفحه : 205