نام کتاب : جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الهاشمي، أحمد جلد : 1 صفحه : 235
فوجه الشبه قلة الفائدة، وليس مُنتزعاً من متعدد
(3) ومفصل - وهو ما ذكر فيه وجه الشيه، أو ملزومه، نحو: طبعُ فريد كالنسيم رقَّة - ويده كالبحر جوداً - وكلامه كالدُّر حسناً - وآلفاظه كالعسل حلاوة وكقول ابن الرّومي
شبيه البدر حسنا وضياء ومنالا وشبيه الغصن ليناً وقواما واعتدالا
(4) ومُجمل - وهو ما يذكر فيه وجه الشبه، ولا ما يستلزمه - نحو: (النحو في الكلام كالملح في الطعام) فوجه الشبه هو الاصلاح في كل
وكقوله إنما الدنيا كبيتٍ نسجهُ من عنكبوت
واعلم أن وجه الشبه المجمل إما أن يكون خفياً وإما أن يكون ظاهراً ومنه ما وصف فيه أحد الطرفين أو كلاهما بوصف يُشعر بوجه الشبه
ومنه ما ليس كذلك:
(5) وقريب مبتذل - وهو ما كان ظاهر الوجه ينتقل، فيه الذهن من المشبه إلى المشبه به، من غير احتياج إلى شدة نظر وتأمل، لظهور وجهه بادىء الرأي
وذلك لكون وجهه لا تفصيل فيه: كتشبيه الخدَّ بالورد في الحُمرة، أو لكون وجهه قليل التفصيل، كتشبيه الوجه بالبدرن في الإشراق والاستدارة، والعيون بالنرجس، وقد يتصرف في القريب بما يخرجه عن ابتذاله إلى الغرابة، كقول الشاعر:
لم تلق هذا الوجه شمسُ نهارنا الاّ بوجهٍ ليس فيه حياءُ
فانّ تشبيه الوجه الحسن، بالشمس: مبتذل، ولكن حديث الحياء أخرجه إلى الغرابة.
وقد يخرج وجه الشبه من الابتذال إلى الغرابة: وذلك بالجمع بين عدة تشبيهات - كقول الشاعر:
كأنما يبسم عن لؤلؤ منضد، اؤ برد أو أقاح
أو باستعمال شرط - كقوله:
عزماتُه مثل النجوم ثواقبِا لو لم يكن للثّاقبات أفول
(6) وبعيدٌ غريبُ- وهو ما احتاج في الانتقال من المشبه إلى المشبه به، إلى فكر وتدقيق نظر، لخفاء وجهه بادىء الرأي - كقوله:
والشمس كالمرآة في كف الأشل
(فانّ الوجه فيه) هو الهيئة الحاصلة من الاستدارة مع الاشراق، والحركة السريعة المتصلة مع تموج الاشراق، حتى ترى الشعاع كأنه يهمّ بأن ينبسط حتى يفيض من جوانب الدائرة ثم يبدو له فيرجع إلى الانقباض وحكم وجه الشبّه - أن يكون في المشبه به اقوى منه في المشبه - وإلاّ فلا فائدة في التشبيه
تمرين
بين أركان التشبيه وأقسام كل منها فيما يلي:
(1) ومكلّف الأيام ضدَّ طباعها مُتطلبٌ في الماء جذوةَ نار
(2) والدهر يقرعِني طوراً واقرعه كأنه جبلٌ يهوى إلى جبل (1)
(3) فان أغش قوماً بعده أو أزورهم فكالوحش يدنيها من الأنس المحل (2)
(4) الشمس من مشرقها قد بدت مشرقة ليس لها حاجب (3)
كأنها بوتقةُ أحميت يجول فيها ذهب ذائب
(5) قال أعرابية تصف بنيها (هم كالحلقة المفرغة لا يدى أين طرفاها)
(6) عزماتهم قضب وفيض أكفهم سحب وبيض وجوههم أقمار (4)
(7) قال علي: كرم الله وجهه (مثل الذي يعلمُ الخيرَ ولا يعمل به مثلُ السراج يُضيء للناس ويحرق نفسه) .
(8) قال صاحب كليلة ودمنة الدنيا كالماء الملح، كلّما ازددتَ منه شرباً ازددت عطشاً.
(9) فانهض بنارٍ إلى فحمٍ كأنهما في العين ظلمٌ وإنصاف قد اتفقا
(10) فتراه في ظلم الوغى فتخاله قمرا يكُرّ على الرجال بكوكبِ (5)
(11) كأن الثريّا في أواخر ليلها تفتح نور أو لجامٌ مفضضُ
(12) كأن الدموع على خدّها بقية طلّ على جُلّنار (6)
(13) صحوٌ وغيم وضياء وظلم مثل سرور شابه عارض غم
(1) يقرع: يضرب
(2) الانس محركة: من تأنس به جمعه آناس، ولغة في الانس بالكسر، والمحل الجدب.
(3) الحاجب المانع والبوتقة الوعاء الذي يذيب فيه الصائغ الذهب.
(4) قضب جمع قضيب وهو السيف القطاع.
(5) الكواكب هنا السيف.
(6) الطل المطر الضعيف والجلنار زهر الرمان واحدته جلناره (فارسي معرب)
نام کتاب : جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الهاشمي، أحمد جلد : 1 صفحه : 235