نام کتاب : جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الهاشمي، أحمد جلد : 1 صفحه : 326
أنواع الجناس اللفظي
(1) منها - الجناس التّام: وهو ما اتفق فيه اللفظان المتجانسان في أربعة أشياء، نوع الحروف، وعددها، وهيئآتها الحاصلة من الحركات والسكنات، وترتيبها مع اختلاف المعنى.
فان كان اللفظان المتجانسان من نوع واحد: كاسمين، أو فعلين، أو حرفين سمى: الجناس (مماثلاً [1] ومستوفياً) - نحو: (ويوم تقوم الساعة يقسمُ المجرمون ما لبثوا غير ساعة) فالمراد بالساعة الأولى يوم القيامة، وبالساعة الثانية المدة من الزمان، ونحو: رحبة رحبة:
فرحبة الأولى: فناء الدار، ورحبة الثانية: بمعنى واسعة
وإن كانا من نوعين: كفعل واسم، سُمِّي: الجناس مستوفياً، نحو إرع الجار ولو جار - وكقول الشاعر
... ما مات من كرم الزَّمان فإنَّه يحيا لدى يحيى بن عبد الله
فيحيا الأول فعل مضارع، يحيى الثاني اسم الممدوح، ونحو:
... إذا رماك الدهر في معشر قد أجمع الناسُ على بغضهم
... فدارهم ما دُمت في دارهم وأرضهم ما دُمت في أرضهم
والجناس التام: ممّا لا يتفق للبليغ إلا على ندور وقلة: فهو لا يقع موقعه من الحسن حتى يكون المعنى هو الذي استدعاه وساقهُ، وحتى تكون كلمتهُ ممّا لا يبتغي الكاتب منها بدلاً، ولا يجد عنها حولا.
ومنها الجناس غير التام: وهو ما اختلف فيه اللفظان في واحد أو أكثر من الأربعة السابقة (ويجب ألا يكون بأكثر من حرف) واختلافهما: يكون إمّا بزيادة حرف
(في الأول) نحو: دوام الحال من المحال.
أو (في الوسط) نحو: جدّي جهدي
أو (في الآخر) نحو: الهوى مطية الهوان
والأول يسمى «مردوفاً» ، والثاني يُسمى «مكتنفاً» والثالث «مطرّفاً» كقوله تعالى (ذلكم بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تمرحون) - وكقول الشاعر:
فان حلّوا فليس لهم مقرٌّ وإن رحلُوا فليس لهم مفرُّ
وكقوله عليه السلام (الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة) ومن اختلاف أعدادها، قولك: هذا بناء ناء ٍ، ومن اختلاف ترتيب الحروف، قوله (في حسامه فتح لأوليائه، وحتفٌ لأعدائه) - ومن هذا: قول الأحنف:
حُسامُك فيه للأحباب فتحٌ ورُمحكَ فيه للأعداء حتفُ
ومن اختلاف الهيئة، قول الشاعر:
الجَدّ في الجد والحِرمان في الكسل فانصب تُصب عن قريب غاية الأمل
(2) ومنها الجناس المطلق - وهو توافق رُكنيه في الحروف وترتيبها بدون أن يجمعهما اشتقاق ٌ، كقوله صلى الله عليه وسلم - (أسلم) سالمها الله (وغفارٌ) غفر الله لها، (وعصيّة) عصت الله ورسوله، فان جمعهما اشتقاق - نحو (لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد) فقيل: يُسمى جناس الاشتقاق (2) [1] اعلم أن العبرة في المماثلة تكون بالنطق لا بالكتابة.
(2) كقوله - فيا دمع انجدني على ساكني نجد
وكقوله - وإذا ما رياح جودك هبت صار قول العذول فيه هباء
وقول النابغة: فيالك من حزم وعزم طواهما جديد الردى بين الصفا والصفائح
وقول البحتري: نسيم الروض في ريح شمال وصوب المزن في راح شمول
وكقوله: أراك فيمتلى قلبي سروراً واخشى أن تشط بك الديار
فجر، واهجر، وصل ولا تصلني رضيت بأن نجور وأنت جار
وكقوله: من بحر جودك أغترف وبفضل علمك أعترف
وكقولهم (خلف الوعد خلق الوغد)
وكقول الحريري: لهم في السير جرى السيل وإلى الخير جرى الخيل
وكقول البستي: بسيف الدولة اتسقت أمور رأيناها مبددة النظام
وكقول السبكي:
كن كيف شئت عن الهوى لا أنتهى حتى تعود لي الحياة وانت هي
وكقوله: خليلي إن قالت بثينة ماله أتانا بلا وعد فقولا لها، لها
أتى وهو مشغول لعظم الذي به ومن بات طول الليل يرعى السها، سها
بثنية تزرى بالغزالة في الضحى إذا برزت لم تبق يوما بها، بها
وكقوله سما وحمى سام وحام فليس كمثله سام وحام
وقول أبي نواس: عباس عباس إذا احتدم الوغى والفضل فضل والربيع ربيع
نام کتاب : جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الهاشمي، أحمد جلد : 1 صفحه : 326