يا أمَّ عمرو جزاكِ الله مغفرةً ... رُدِّي عليَّ فؤادي كالذي كانا
يا حبّذا جبل الريّانِ من جبلٍ ... وحبّذا ساكنُ الريّانِ من كانا
وقال الأخيطل المخزومي:
بيضاءُ ألبستِ الأديمَ أديمَ ال ... حسنِ فهو لجلدها جِلْدُ
فالوجهُ مثل الصّبحِ مُبْيضّ ... والفرعُ مثل اللَّيل مُسْودُّ
ضِدّان لما استُجْمعا حَسُنا ... والضِدّ يُظهر فضلَه الضِدُّ
ولها بنان لو أردتَ لها ... عقداً بكفّك أمكنَ العقْدُ
وكأنها وسْنى إذا نظرت ... أوْ مُدنف لمّا يُفِقْ بعْدُ
بفُتور عين ما بها رمَد ... وبها تُداوى الأعينُ الرُّمْدُ
فقعودُها مَثْنى إذا قعدت ... عن وَنْيةٍ وقيامُها فَرْدُ
هلْ عندَكم لمُتيّمٍ فَرجٌ ... أوْ لم يكنْ فليَحْسُن الردُّ
إن لم يكنْ وصلٌ لديكَ لنا ... يشفي الصبابةَ فليكنْ وعْدُ
قد كانَ أورقَ وصلكُمْ زمناً ... فَذوى الوصالُ وأينعَ الصَّدُّ
لله أشواقي إذا نزحَتْ ... دارٌ بنا ونأى بكَ البُعْدُ
إن تُتْهِمي فَتِهامةٌ وطني ... أوْ تُنْجدي يكنِ الهَوَى نَجْدُ
وقال آخر:
ليتَ الديارَ الَّتي تبقى لتَحزُننا ... كانت تَبين إذا ما أهلُها بانوا
يَنأونَ عنّا ولا تنأى محبَّتُهم ... فالقلبُ فيهم رهينٌ حيثُ ما كانوا
أنشدني أبو الحسن الإيلاقي:
وحوراء المدامعِ من أبان ... كأنَّ حديثَها ثمرُ الجنانِ
إذا قامَتْ لسبحتها تثنّتْ ... كأنّ عِظامَها من خيزُران
من السُّمْر اللِّدان إذا اسبكرَّت ... وموتُ النَّفس في السمر اللدان
شبيهات الرِّماحِ قنا متونٍ ... ووَخْزاً في القلوب بلا سِنانِ
وأنشدني أبو الحسن القوّال:
وبِتْنا علَى رغم الحَسود وبيننا ... حديثٌ كماءِ المُزْنِ شيبَتْ به الخَمْرُ
حديثٌ لَوَ انَّ الميتَ نودي ببعضه ... لأصبحَ حيّاً بعدَ ما ضمّه القبرُ
فوسَّدتُه كفّي وبِتُّ ضجيعَه ... وقلت لليلي طُلْ فقد رقد البدرُ
فلمّا أضاء الصّبحُ فرّق بيننا ... وأيُّ نعيمٍ لا يكدّره الدَّهرُ
وقال آخر:
شبيهُكَ بدرٌ في السّماءِ محلُّهُ ... فكنتُ إذا ما غبتَ آنسُ بالبدْرِ
فغطّتْ علَى بدرِ السَّماءِ غمامةٌ ... فصارَ عليَّ الغيمُ أيضاً مع الدَّهر
وقال آخر:
شكوتُ إلى بدرٍ هوايَ فقال لي ... ألستَ ترى بدرَ السّماءِ الَّذي يَسْري
فقلتُ بلى قال التمسهُ فإنّه ... نظيري وشكلي في علايَ وفي قدري
فإن نِلْتَه فاعلمْ بأنّكَ نائلي ... وإن لم تنلْه فابغِ أمراً سوى أمري
فكانَ كلا البدرين صعباً مرامُه ... ليَ الويلُ من بدرِ السّماءِ ومن بدري
قرأت في كتاب وقْصِ الموتى، لرجل من بني عذرة:
يا ليتها أصبحتْ خمراً وكنتُ لها ... ماءً نميراً ونحنُ الدَّهرَ في كاسِ
أوْ ليتنا طائرا جوٍّ بمهمهةٍ ... نخلو جميعاً ولا نأوي إلى النَّاسِ
لو حُزَّ بالسيفِ رأسي في مودّتها ... لمالَ يهوي سريعاً نحوها راسي
أنشدني الوكيعي علي بن محمد لابن كيغلغ:
أنزلني منزلَ العبيدِ ... من قلبه صيغَ من حديدِ
ونَمَّ دمعي بما أُلاقي ... من أسَفٍ دائمِ المزيدِ
وكيفَ يخْفي الهَوَى مُحبٌّ ... ودمعُه صاحبُ البريدِ
وقال آخر:
يا نازِحَ الدارِ عن بلادي ... سَقْياً لأيامِكَ المَواضي
إذْ أنا للجارِ غيرُ قالٍ ... وعن صُروفِ الزّمانِ راضي
كأنَّ آثارَها علينا ... مَواقعُ الماءِ في الرياضِ
وقال نصر بن أحمد العتكي الخبزارزي:
كلُّ الهَوَى صعْبٌ ولكنّني ... بُليتُ بالأصعبِ من أصعبهْ
أذابني الحبّ فلو زُجّ بي ... في ناظر النَّائم لم ينتبِهْ
وكان لي قبل الهَوَى خاتَمٌ ... فالآنَ لو شئتُ تمنطقتُ به
وزارني طيفُك حتَّى إذا ... أرادَ أنْ يمضي تعلقتُ به
يا منْ إذا أقبلَ قال الوَرَى ... هذا أميرُ الحُسْنِ في موكبه
عبدُك لا تسألُ عن حاله ... حَلّ بأعْدائك ما حلَّ بهْ
وقال آخر: