ويقال: إذا رأيت الرَّجُل يقول فيك من الخير ما ليس فيك فلا تأمن أن يقول فيك من الشّرّ ما ليس فيك.
ورد علَى إسماعيل بن أحمد السَّاماني صاحب خراسان شاعر، فامتدحه وكتبه في طومار وأنفذه إليه، فردّ إليه الطومار وقد كتب علَى ظهره:
يا أيُّها الرَّجُل المهدي لَنَا فَنَدا ... أضللتَ ويحكَ فيما قلتَهُ الرّشدا
لا أقبل المدح إنَّ المدح مسخرة ... ولا أثيب عليهِ شاعراً أبَدَا
أُعطِي المساكينَ من مالِي فأجبرُهم ... أُرضِي بذلك عنِّي الواحد الصّمدا
ورد حاجب بن زرارة باب كسرى فاستأذن، فقال له الحاجب: من أنت؟ فقال: أنا رجل من العرب جئت في مهمّ. فأذن له. فقال له كسرى: من أنت؟ فقال: أنا سيّد العرب، فقال له: ويحك ألم تقل للحاجب أنَّك رجل من العرب؟ فقال: إنِّي وقفت بالباب وأنا رجل من العرب فلمَّا أذنت ولقيتك صرت سيّدهم. فقال كسرى: زه، فاستوجب أربعة آلاف درهم.
مرَّ المهدي الخليفة بعجوز في طريق له فقال: من العجوز؟ قالت: من طيئ، فقال المهدي: ما منع طيّئاً أن يلدوا آخر مثل حاتم؟ فقالت: وما منع العرب كلّها أن يكون فيها آخر مثلك، فاستحسن كلامها وأمر لها بجائزة.
تمَّ باب المديح.