responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : الحموي، ابن حجة    جلد : 1  صفحه : 210
وقد علمت واللبيب يعلم ... بالطبع لا يرحم من لا يرحم1
فالمرء لا يدري متى يمتحن ... فإنه في دهره مرتهن
وإن نجا اليوم فما ينجو غدا ... لا يأمن الآفات إلا ذو الردى
لا تغترر بالحفظ والسلامه ... فإنما الحياة كالمدامه
والعمر مثل الكاس والدهر القذر ... والصفو لا بدّ له من الكدر
انظر أيها المتأمل كيف اتبعت قوله: فإنما الحياة كالمدامه، بقوله: فالعمر مثل الكاس. وإذا نظرت إلى آخر البيت رأيت الاتفاق العجيب، منها:
وكل إنسان فلا بد له ... من صاحب يحمل ما أثقله
جهد البلاء صحبة الأضداد ... فإنها كي على الفؤاد2
أعظم ما يلقى الفتى من جهد ... أن يبتلى في جنسه بالضد
فإنما الرجال بالإخوان ... واليد بالساعد والبنان
لا يحقر الصحبة إلا جاهل ... أو مارق عن الرشاد غافل3
صحبة يوم نسب قريب ... وذمة يحفظه اللبيب
وموجب الصداقة المساعده ... ومقتضى المودة المعاضده
لاسيما في النوب الشدائد ... والمحن العظيمة الأوابد4
فالمرء يحيى أبدا أخاه ... وهو إذا ما عد من أعداه
وإن من عاشر قوما يوما ... ينصرهم ولا يخاف لوما
وإن من حارب من لا يقوى ... لحربه جر إليه البلوى
فحارب الأكفاء والأقرانا ... فالمرء لا يحارب السلطانا
واقنع إذا حاربت بالسلامه ... واحذر فعالا توجب الندامة
فالتاجر الكيس في التجاره ... من خاف في متجره الخساره5
يجهد في تحصيل رأس ماله ... ثم يروم الربح باحتياله
وإن رأيت النصر قد لاح لكا ... فلا تقصر واحترز أن تهلكا
واسبق إلى الأجود سبق الناقد ... فسبقك الخصم من المكايد6

1 اللبيب: الذكي الماهر.
2 كي: لذع.
3 المارق: الخارج، الرشاد: الهدى.
4 الأوابد: العظيمة. النوب: المصائب.
5 الكيس: اللبق الماهر.
6 الناقد: الذي يحسن التميز بين الجيد والرديء، المكايد: مفردها مكيدة وهي الحيلة.
نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : الحموي، ابن حجة    جلد : 1  صفحه : 210
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست