responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : الحموي، ابن حجة    جلد : 1  صفحه : 79
فمحمد ومدينة قد حلها ... لم ألق غيرهما لقلبي مطلبا
مولى إذا قصد الزمان بلحنه ... خفضي غدا عن رفع قدري معربا
ذو رتبة نصب السعود بيوتها ... من فوق هام الفرقدين وطنبا1
وفضائل أمست على حلل العلو ... م برقمها الزاهي طرازًا مذهبا
وكتابة منسوبة لكن إلى ... عين الكمال وحقها أن تنسبا
وإذا تسنم ذروة من منبر ... لخطابة فابن الخطيب هنا هبا2
من بيت فضل قد علت طبقاته ... وأراه للعلم الشريف مبوبا
وإذا وقفت لحاجة في بابه ... تلقاه بابا للنجاح مجربا
يا كاتب الأسرار يا من فضله ... قد جمل الدنيا وزان المنصبا
أقلامك السمر الرشاق إذا انثنت ... أغنت نهار الخطب عن بيض الظبا3
سود العيون كأنما ألحاظها ... قد كحلت بسواد أحداق الظبا4
لكن إلى وجه الطروس إذا رنت ... أبدت لنا سحرا حلالًا طيبًا5
وسرى نسيم الذوق في صباتها ... فغدا بها بين الأنام مشيبا6
فلأجل ذا إن رجعت أقوالها ... لم نلق إلا مرقصًا أو مطربا
رجع إلى ما كنا فيه من الجناس التام، ومن نظمي فيه أيضًا مع زيادة التورية:
طلبت تقبيل من أحب وقد ... أنكرت في الخد نقطة حسنه
فرق لي قلبه وقال إذا ... لثمت خدي لا تنكر الحسنه
انتهى الكلام على الجناس التام، وقد تقدم قولي إن جميع من نهلت من شرابهم الصافي لم يرضوا بالجناس التام، إذا أمكن استدراك التورية من ركنيه، لعلمهم بعلو رتبتها عنه والتفات الأذواق الصحيحة السليمة إلى حسن موقعها، وإذا راجعت النظر في كلامهم وجدت غالب ما نظموه من التورية جناسًا تامًا، فمن ذلك قول الشيخ صدر الدين بن الوكيل من دو بيت:

1 السعود: الحظ والبخت - الفرقدين: نجمان في السماء ثابتان قرب القطن الشمالي يهتدي بهما.
2 ابن الخطيب: هو الوزير لسان الدين الأديب والشاعر والخطيب المعروف - هبا: انحط قدره.
3 الرشاق: مفردها رشيق وهو السريع الخفيف - الخطب: المصيبة - بيض الظبا السيوق والظبا: حد السيف وشفرته.
4 الظبا: الظباء مفردها ظبي وهو الغزال الأعفر.
5 الطروس: مفردها الطرس وهو الكتاب الذي محي ثم كتب.
6 قصباتها: قصبات الأقلام ما يكتب به منها وهي رءوسها.
نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : الحموي، ابن حجة    جلد : 1  صفحه : 79
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست