نام کتاب : خصائص التراكيب دارسة تحليلية لمسائل علم المعاني نویسنده : محمد محمد أبو موسى جلد : 1 صفحه : 210
{أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} ، وهذا واضح، وكذلك تجد معنى البعد في الأولى يومئ بما لا تجده في الأخيرين، فقد ذكرت الآيات الأولى الملامح العامة للنفسية الجاحدة، وأبرزها رفض أن يكون الحكم في الأرض لله ورسوله، ثم هم يتناقضون مع هذا الرفض، ويأتون مذعنين إذا كان لهم في ذلك أرب، فهم يقبلون حكم الله عند المنفعة الذاتية فقط، والأصل عندهم هو رفضها، وهذا محور المعنى في الآية الأولى، ومن هذا حاله فهو جدير بأن يحكم عليه بأنه ظالم، والبعد يومئ إلى بعده عن ساحة الحق والعدل، والآية الثانية تقرر الصفة البارزة في الفئة المؤمنة، وهي نقيض الصفة البارزة في الفئة الجاحدة، فإذا كان هناك رفض أن يكون الحكم لله، فالملمح البارز هنا ليس هو تقرير حكومة الله فحسب، وإنما هو الانقياد الطائع لها، فهم لهذا جديرون بوصف الفلاح؛ لأنهم أفلحوا في الانتفاع بوجودهم المملوك لله، وأصابوا في تحديد موقف المخلوق من الخالق وهو السمع والطاعة، واسم الإشارة يومئ إلى سمو إدراكهم، ورفع منزلتهم عند الله، وهكذا يقال في الثالث.
التعريف:
- التعريف باللام:
أما أغراض التعريف باللام، فقد قالوا: إنها تكون للإشارة إلى معهود بينك وبين مخاطبك، ومنه قول تعالى: {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى} 1، أي: ليس الذكر الذي طلبته امرأة عمران كالأنثى التي وهبت لها، وكانت نذرت ما في بطنها لخدمة بيت المقدس، ولا يكون خادمة إلا ذكرًا، فلما وضعتها أنثى قالت على سبيل التحسر: {رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى} 2، ثم جاء على سبيل الاعتراض قوله: {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى} ، وقد تكون اللام مفيدة معنى الجنس والحقيقة كقولك: الرجل خير من المرأة، أي جنس الرجل خير من جنس المرأة، ومنه قول أبي العلاء: "من البسيط"
1، 2، آل عمران: 36.
نام کتاب : خصائص التراكيب دارسة تحليلية لمسائل علم المعاني نویسنده : محمد محمد أبو موسى جلد : 1 صفحه : 210