نام کتاب : خصائص التراكيب دارسة تحليلية لمسائل علم المعاني نویسنده : محمد محمد أبو موسى جلد : 1 صفحه : 217
وفي تعريفه معنى آخر هو الدعاء، وطلب السلامة؛ لأن السلام اسم من أسمائه سحبانه، وقالوا: إنك إذا ناديت الله مخلصًا باسم من أسمائه، فإنك متعرض لما اشتق منه هذا الاسم، تقول في طلب الحاجة: يا كريم، وفي سؤال المغفرة يا غفور، وفي سؤال الرحمة يا رحيم، وفي سؤال العفو يا عفو.
وقد يفيد التنكير معنى التعظيم، والتكثير كقوله تعالى: {فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ} [1]، فتنكير الرسل يشير إلى أن المراد رسل كثير وذوو آيات عظام، وفي هذا تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن دقيق ما أفاده التنكير ما جاء في قول الشاعر، وقد ذكره صاحب المطول.
إذا سئمت مهندة يمين ... لطول الحمل بدلها شمالا
فإنه نكر يمين والمرد يمين الممدوح؛ لأنه لو قال: يمينك أو يمينه سيؤدي إلى إسناد السأم إلى يمينه، هكذا وفي ذلك جفوة ينبو عنها حس الشعر في باب المديح.
والتنكير في قوله تعالى: {وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ} [2]، يفيد التقليل، أي: نفحة قليلة ضيئلة، وقد رفض الخطيب هذا، وقال: إن معنى التقليل مستفاد من بناء الفعل للمرة، أعني قوله نفحة؛ ولأنها تدل بمادتها على القلة؛ لأنها من قولهم: نفحته الريح إذا هبت عليه هبة، ورد ذلك بأنه لا يمنع أن يكون التنكير أيضا مفيدا للتقليل، وبذلك يكون هذا التقليل مفادا بالبناء للمرة، وبأصل الكلمة وبالتنكير، وكلمة نفح تستعمل في كلامهم للخير كنفح الطيب، ونفح الريح الناعمة، واستعملت هنا في الشر على طريق التهكم فهي من قبيل قوله -تعالى-: {فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ} [3].
قالوا: والتنكير في قوله تعالى في حكاية حديث إبراهيم عليه السلام لأبيه: [1] آل عمران: 184. [2] الأنبياء: 46. [3] آل عمران: 21.
نام کتاب : خصائص التراكيب دارسة تحليلية لمسائل علم المعاني نویسنده : محمد محمد أبو موسى جلد : 1 صفحه : 217