نام کتاب : خصائص التراكيب دارسة تحليلية لمسائل علم المعاني نویسنده : محمد محمد أبو موسى جلد : 1 صفحه : 306
نفس نبي الله موسى عليه السلام لما رأى حبالهم وعصيهم، وخيل إليه من سحرهم أنها تسعى، ثم كيف جاء وعد الله له بالغلبة، والفوز المستعلي عليهم مؤكدا بما ترى من أداة التوكيد، وتكرار المسند إليه، وتعريف المسند باللام، وصياغته على طريقة أفعل المشيرة إلى التفوق، ثم كيف جاءت كلمة الأعلى من العلو حتى ينهض بهذه النفس التي استشعرت الوجل في موقف التحدي الجامع الذي كان يوم الزينة، وفيه محشر هائل من الناس، وهكذا استطاعت هذه الجملة: إنك أنت الأعلى، أن تبث السكينة والأمن في نفس موسى عليه السلام.
وقد يفيد المعنى المقصور بقيد يخصصه، ويجعله في حكم نوع برأسه، وذلك كقولك: زيد الكريم حين يبخل الناس، وعمرو الشجاع حين يتأخر الأبطال، وخالد الوفي حين لا تظن نفس بنفس خيرًا، أنت هنا لا تقصر مطلق الشجاعة على زيد، وإنما تقصر جنسا معينا من الشجاعة، وكذلك الجود والوفاء، ومنه قول الأعشى: "من المتقارب".
هو الواهب المائة المصطفاة ... إما مخاضا وإما عشارًا
يريد قصر جنس معين من الهبة على الممدوح، أي هو وحده الذي من عادته أن يهب المائة المصطفاة، وفرق بين أن تقول: هو وحده الذي من عادته أن يهب، وأن تقول: هو وحده الذي من عادته أن يهب المائة المصطفاة، فالأول يفيد مطلق الهبة، والثاني يفيد جنسا معينا من الهبة.
ومثله قول الخنساء في رثاء صخر: "من مجزوء الكامل"
الحامل الثقل المهم من الملمات الفوادح
الجابر العظم الكسير من المهاصر والممانح
الواهب المائة الهجان من الخناذيذ السوابح
الغافر الذنب العظيم لذي القرابة والممالح
نام کتاب : خصائص التراكيب دارسة تحليلية لمسائل علم المعاني نویسنده : محمد محمد أبو موسى جلد : 1 صفحه : 306