نام کتاب : دراسات في الفن الصحفي نویسنده : إبراهيم إمام جلد : 1 صفحه : 197
لغة المقال الصحفي:
وكان لا بد أن يكون لفن المقال الصحفي لغته الخاصة، ذلك الأسلوب الذي وصفه ديفو بقوله: "إذا سألني سائل عن الأسلوب الذي أكتبه قلت إنه الذي إذا تحدثت به إلى خمسة آلاف شخص ممن يختلفون اختلافا عظيما في قواهم العقلية -عدا البله والمجانين- فإنهم جميعا يفهمون ما أقول".
ويقول عبد الله النديم في العدد الأول من صحيفة "التنكيت والتبكيت": إنه لا يريد منها أن تكون منمقة بمجازات واستعارات، ولا مزخرفة بتورية واستخدام، ولا مفتخرة بفخامة لفظ وبلاغة عبارة، ولا معربة عن غزارة علم وتوقد ذكاء، ولكن أحاديث تعودناها، ولغة ألفنا المسامرة بها، لا تلجئ إلى
يفعل الأديب. فالصحفي مقيد بميول قرائه وسياسة صحيفته ورغبات المعلنين بل أوامر الحاكمين أيضا! [1].
والصحفي يعتمد على الواقع المحسوس، يشتق منه الدليل الذي يسوقه على صحة رأيه في مسألة من المسائل، ويتنكب طريق الأديب الذي يتسلق على كلام السابقين من مشاهير الشعر والحكمة والقصص. فالصحافة فن واقعي لصيق بالأحداث الجارية، والصحفي يشتق دليله من الحوادث، لا من بطون الكتب الأدبية أو الفلسفية، مع قدرته على الوصول إلى هذه الكتب والانتفاع بها والاستشهاد بكلام ذويها. وقد رأينا أن ديفو منشئ فن المقال الصحفي الإنجليزي، كان يجشم نفسه مصاعب الأسفار الطويلة في القرن الثامن عشر لجمع المعلومات والبيانات حتى تبنى مقالاته على الوقائع. ولا غرابة في ذلك، فإن عبقرية ديفو الواقعية هي التي حولت فن القصة نفسه من الرومانسية إلى الواقعية. وقد كان رفاعة رافع الطهطاوي منشئ فن المقال الصحفي في مصر مغرما بالرحلات، كلفا بالمشاهدات التي سجلها في "تخليص الإبريز في تلخيص باريز" وكذلك في مقالاته. [1] h. m. patterson, writing and selling feature articles, "1949", p.290.
نام کتاب : دراسات في الفن الصحفي نویسنده : إبراهيم إمام جلد : 1 صفحه : 197