نام کتاب : دراسة في نصوص العصر الجاهلي تحليل وتذوق نویسنده : السيد أحمد عمارة جلد : 1 صفحه : 212
ويوم كظل الرمح قصر طوله ... دم الزق عنا واصطفاق المزاهر
ثم أخذ يصف هذه الجارية وصفا يدل على ذوقهم في الحسن الأنثوي، فهي مديدة القامة شامخة البنيان، رخوة الأطراف، قد زينت بالأساور في يديها، والخلاخل في رجليها، وكأن هذه الحلي علقت على شجر العشر والخروع، فهو يشبه عظام الجارية وذراعيها بالعشر وهو الشجر الأملس المستوي، والخروع الناعم الرخو الذي لم يثن بل ظل مستويا، واشترط طرفه لإتمام وجه الشبه أن يكون هذا الشجر غير مخضد لأن تخضيده يقلل من روعتها وليونتها.
يقول الدكتور طه حسين في التعليق على هذا البيت: حتى إذا بلغنا البيت الأخير من هذه الأبيات لم نستطع أن نمنع أنفسنا من ابتسامة فيها غير قليل من التسامح والتبسيط، فإن مثله الأعلى في جمال المرأة لا يخلو مما يثير الابتسام، وما رأيك في صاحبته هذه التي تطول وتعظم تحت الخباء حتى كأنها شجرة علق عليها الحلى تعليقا؟ قال صاحبي قل إن ههذه الصورة لا تعجبك أنت، ولكن ثق بأن بين الناس من يعجبون بها أشد الإعجاب، ولا يكرهون أن يكون مثلهم الأعلى في جمال المرأة ارتفاع القامة وضخامة الجسم.1
1 حديث الأربعاء: جـ70/1 ط العاشرة.
نام کتاب : دراسة في نصوص العصر الجاهلي تحليل وتذوق نویسنده : السيد أحمد عمارة جلد : 1 صفحه : 212