responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ديوان الصبابة نویسنده : ابن أبي حجلة    جلد : 1  صفحه : 69
لا تعجبوا من وقا دمعي غداة جرى ... من عينيه ما جرى فالبحر فيه وفا
ما زلت أبكي على وادي العقيق إلى ... أن قيل هذاك من عينيه قد رعفا
وقلت أيضاً من قصيدة:
بكيت على أرض بها كنت ماشياً ... فأشبهت في دمعي صخرها الخنسا
تجرأت يا دمعي فلم تجرأ دائماً ... فيا دمع ما أجرى ويا قلب ما أقسى
وقلت أيضاً من قصيدة:
إن عيني على العقيق إذا لم ... يحك دمعي بلونه حمراء
منذ أمسى لجين دمعي نضارا ... صح عندي لعيني الكمياء
لا تسل ما جرى من الدمع لما ... صار من عاذلي على اجتراء
أطلع الليل أدمعي فوق خدي ... مثل ما تطلع النجوم للسماء
وقلت من قصيدة:
لأن فترت عيني بحر دموعها ... فثغر الذي أهوى كما قيل بارد
وإن حل طرفي بالدموع وكاءه ... فنهد الذي حيت بطرفي عاقد
وقلت من قصيد:
سقيت ببحر الدمع بارد أرضها ... وأرسلتها فيها على حين فترة
فيا طرف إن لم تسعف الصب بالبكى ... قطعت حبال الدمع من حيث رقت
وقلت من قصيدة:
خالفت فيك معنفاً ونصيحا ... وأطعت جفناً بالدموع قريحاً
فاعمل لقتلي محضراً فمدامعي ... كتبت لقلبي بالدما مشروحاً
صب على سفح المقطم دمعه ... تجري العيون به دماً مسفوحاً
لو شاهدت عيناك أحمر دمعه ... زكيت شاهد قلبه المجروحا
وقلت أيضاً:
الطرف من فقد الكرى ... يشكو الأسى إليه
والخد من فرط البكى ... ياما جرى عليه
وقلت:
ومن أرحم لوعتي ... وابعث خيالاً في الكرى
ودمع عيني لا تسل ... عن حاله ياما جرى
كان المسعودي شارح: المقامات رحمه الله تعالى كثيراً ما ينشد:
قالت عهدتك تبكي ... دماً حذار الثنائي
فلم تعوضت عنها ... بعد الدماء بماء
فقلت ما ذاك منى ... لسلوة وعزاء
لكن دموعي شابت ... من طول عمر بكائي
وقال آخر:
وقائله ما بال دمعك أبيضاً ... فقلت لها يا علو هذا الذي بقي
ألم تعلمي أن البكاء طال عمره ... فشابت دموعي مثلما شاب مفرقي
وعما قليل لا دموعي ولا دمي ... يرين ولكن لوعتي وتحرقي
وقال آخر:
وقائلة ما بال دمعك أسودا ... وقد كان مبيضاً وأنت نحيل
فقلت لها جفت دموعي من البكا ... وهذا سواد العين فهو يسيل
وقال آخر:
كانت دموعي حمراً يوم بينهم ... فمذ نأوا قصرتها بعدهم حرقى
قطفت باللحظ ورداً من خدودهم ... فاستقطر البين ماء الورد من حدقى
وقال الناشيء الأكبر:
بكت للفراق وقد راعني ... بكاء الحبيب لفقد الديار
كأن الدموع على خدها ... بقية طل على جلنار
الباب الحادي والعشرون
الوعد والأماني
وما فيهما من راحة المعاني
أقول هذا باب عقدناه لذكر الأماني التي لا بد منها ولا غنى عنها فلا أقل منها:
أعلل بالمنى قلبي لعلي ... أروح بالأماني الهم عني
وأعلم أن وصلك لا يرجى ... ولكن لا أقل من التمني
ولم يزل المحبون يعللون بالأماني نفوسهم ويترعون براح راحتها كؤسهم فمنهم من فاز بالأمنية قبل حلول المنية ومنهم من مات بأعظم غصة وما وقع له الحبيب على قصة:
من نال من دنياه أمنية ... أسقطت الأيام منها الألف
وهذا النوع الأخير كثير والسقيم به من المحبين جم غفير:
من كان مرعى عزمه وهمومه ... روض الأماني لم يزل مهزولا
نعم منهم من بات من وعد الحبيب مسلوب الرقاد بعيد من لقاء الردى على ميعاد: يصدق قول الحبيب ويكذبه ويمتحنه ويجربه ويقول:
ما زلت منتظراً لوعدك سيدتي ... في البيت ملتفتاً لقرع الباب
يا كاذباً وعده بلسانه ... من لي بعض لسانك الكذاب

نام کتاب : ديوان الصبابة نویسنده : ابن أبي حجلة    جلد : 1  صفحه : 69
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست