responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسالة الصاهل والشاجح نویسنده : المعري، أبو العلاء    جلد : 1  صفحه : 115
إِني من القوم الذين إِذا ... فارَقهم جاراتُهم أَثنَيْنا
أَثْنَيْن من حُسْنِ السلام عليهمُ ... يوماً وإِن ذُكِرَ الفراقُ أَبَيْنا
وله أحكام ليس هذا موضع ذكرها. وإنما أخذ من القطاة الحذاء وهي السريعة ويقال بل هي القصيرة الذنب، قال الشاعر:
أَما القَطاةُ فإِني سوف أَنعَتُها ... نعتاً يوافِقُ نعتي بعضَ ما فيها
حَذَّاءُ مدبرةً سَكَّاءُ مُقبِلةٍ ... سُودٌ قوادمُها حُمْرٌ خَوافيها
وفي خطبة " عتبة بن غزوان ": إن الدنيا قد أدبرت حذاء فلم يبق منها صبابة كصبابة الإناء ".
وعنيت بالحذذ أن أموالهم تؤخذ فيسرعون الهرب فيكونون حذا في السرعة وحذا في خفة متاعهم، لأنه كالريش لهم. فيشبهون بالقطا الحذ أي القصار الأذناب.
والإقعاد في الكامل، مثل قول " الربيع بن زياد ":
أَفبعدَ مَقْتَلِ مالِكِ بنِ زُهَيْرٍ ... ترجو النساءُ عواقِبَ الأَطهارِ
وقد فسرت الإقعاد الذي قصد في العدو.
والإذالة في الكامل، زيادة ساكن على آخر الضرب السابع، كقوله:
إِنْ كنَّ أَثوابي خَلُقْنَ ... فإِنهن على كرِيمْ
والإذالة للعدو، هي الإهانة.
والترفيل في الكامل، زيادة حرفين في آخر الضرب السادس، كقوله:
نَهْنِهْ دموعَك إِن من ... تبكي من الحَدَثانِ عاجزْ
وعنيت بالترفيل الذي يمنع منه العدو، المصدر من قولك: رفلته، إذا سودته. وقد مر ذكره.
ولا يفتأ صغار العدو الذين لا يصل إليهم القتل لاحتقارهم وللرغبة في ملكهم، يصيبهم الشتر والخرب، كما أصاب الهزج والمضارع.
وهما من صغار الأوزان. فالأخرب في الهزج كقوله:
لو كان أَبو بشرٍ ... أَميراً ما رضيناهُ
والأشتر كقوله:
في الذين قد ماتوا ... وفيما خلَّفوا عِبْرَه
والأخرب في المضارع كقوله:
إِن تَدْنُ مِنه شِبْراً ... يُقَرِّبْكَ منه باعا
والأشتر منه كقوله:
مَالِكٌ وابنُ زَيْدٍ ... يَجيئانِ بالمُحَالِ
فالأشتر من صغار العدو إنما يشتر على غير عمد، يصيبه ذباب سيف ما قصد به، أو نحو ذلك.
والأخرب هو المثقوب الأذن، واسم الثقب الخربة. قال " ذو الرمة ":
كأَنه حبَشِيٌّ يبتغِي أَثراً ... أَو من معاشِرَ في آذانِها الخُرَبُ
فيجوز أن يؤخذ صغير من القوم فتثقب أذنه للتقريط، أو تسبى امرأة فتثقب أذنها كذلك، أو يجذب قرطها قتخرب أذنها، أي يزول ذلك الذي كان يستمسك به القرط من شحمة الأذن.
وإنك لتجد في عامة الأوزان مثل المديد والرمل والخفيف، شكل العجز وشكل الطرفين، وكذلك تجد في العدو إن شاء الله: فشكل العجز في اشعر، هو أن يجتمع في الجزء سقوط السابع للكف، والخبن وهو سقوط الثاني. ويكون ذلك الخبن لغير معاقبة، كقوله:
لِمَنِ الديارُ غيَّرهن ك ... لُّ دافي المُزْنِ جَوْنِ الربابِ
وعنيت بشكل العجز في العدو، أن يؤخذ الأسير فتربط رجلاه إلى عجزه.
وشكل الطرفين في الشعر، سقوط السابع للكف، وسقوط الثاني للخبن، ويكون ذلك الخبن لمعاقبة، كقوله:
ليت شعري هل لنا ذاتَ يومٍ ... بِجُنوبِ فارعٍ من تلاقِ
وعنيت بشكل الطرفين في العدو، أن يؤسر الرجل فتشد يداه ورجلاه.
ولو وقع بأمر الله الزحاف، لقفاهم إن شاء الله بالعروض جنود المسلمين، فأصابهم من العذاب المتكاوس، ونزل بهم من الشر المتراكب، ومن النكال المتدارك، ومن الهلاك المتواتر، ومن الخزي المترادف.
وهذه ألفاظ ملغزة: أردت بالزحاف، المصدر من قولك: زاحف القوم عدوهم يزاحفونه زحافاً. ألغزته عن زحاف الشعر.
وقول: لقفاهم، أي تبعهم. ألغزته عن قولك: قفاهم. أي جعل لهم قافية، من قافية البيت.
والعروض ها هنا: الناحية. قال " الأخنس بن شهاب ":
لِكُلِّ أُناسٍ من مَعَدٍّ عِمَارةٍ ... عَروضٌ إِليها يلجئون وجانِبُ
ألغزته عن عروض الخليل.
والمتكاوس، الذي بعضه فوق بعض. قال " القطامي ":
تَخدَّدَ عنها لَحمُها المُتَكاوِسُ
ألغزته عن المتكاوس من القوافي، وهو الذي يبنى على أربعة أحرف متحركة بعدها ساكن كقول الراجز:
هلاَّ سأَلتَ طللاً وحُمَمَا
فقوله: وحمما، متكاوس.

نام کتاب : رسالة الصاهل والشاجح نویسنده : المعري، أبو العلاء    جلد : 1  صفحه : 115
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست