نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : المعري، أبو العلاء جلد : 1 صفحه : 126
ومن له في المكلأة بالفراس؟ وهو التِّمر الأسود، ومن أبيات المعاني:
إذا أكلوا الفراس رأيت شاماً ... على الأنباث منهم والغيوب
فما تنفكُّ تسمع قاصفاتٍ ... كصوت الرّعد في العام الخصيب
ولعلّه لو صادف غانيةً على وحشيّة بشقِّ الأبلمة لسلاها غير المؤلمة، وإنَّما ديدن ذلك الرّجل ونظرائه صفقه ناقةٍ أو ربع، وما شجره المغترس بالنَّبع. إذا جنى الكمأة بجح، وخال أنَّه قد نجح! ولو حضر أخونة حضرها الشّيخ لعاد كما قال القائل:
فلو كنت عذريَّ العلاقة لم تبت
بطيناً، وأنساك الهوى كثرة الأكل وهو، قدَّر الله له ما أحبَّ، قد جالس ملوك مصر التي قال فيها فرعون: أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون؟ وقد أقام بالعراق زمناً طويلاً، وأدام على الأدب تعويلاً، وبالعراق مملكة فارس، وهم أهل الشَّرف والظّرف، يوفي صرفهم في الأطعمة على كلِّ صرف، ولا ريب أنَّه قد جالس بقاياهم، واختبر في المعاشرة سجاياهم، وعاطوه الأكؤس ألات التّصاوير، على عاد المرازبة والأساوير، كما قال الحكميُّ:
تدور علينا الكأس في عسجديَّةٍ ... حبتها بأنواع التصاوير فارس
قرارتها كسرى، وفي جنباتها ... مهاً تدَّريها بالقسيّ الفوارس
وأبو القطران كان يستقي النُّطفة بخلبةٍ، ويجعلها في الغمر أو العلبة، وإذا طعم فمن له باللَّهدة، وإن أخصب شرع في النَّهيدة. وما أشكُّ أنَّه، أمتع الله الآداب ببقائه، لو رزق محاورة أبي الأسود على عرجه وبخله
نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : المعري، أبو العلاء جلد : 1 صفحه : 126